فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً (٧٥) وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا (٧٦)
____________________________________
قيامتهم ، وعذبوا في الآخرة (فَسَيَعْلَمُونَ) حين أخذ الله لهم ، إما بعذاب الدنيا أو عذاب الآخرة (مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً) هل مكان المؤمنين الناجين شرا أم مكانهم في العذاب (وَ) من هو (أَضْعَفُ جُنْداً) هل جند المؤمنين أضعف أم الكافرين؟ إنهم هنالك يعرفون أيهما كان خير مقاما وأحسن نديا ، وهذا كما تقول للطالب الكسول ـ الذي يضحك من جدك في الدرس ـ ستعرف لدى الامتحان أينا أحسن؟
[٧٧] إن للمؤمنين العاقبة الحسنى ، إما في الدنيا ، أو في الآخرة ، وللكافرين العاقبة السيئة ، إما في الدنيا أو في الآخرة ، وبالإضافة إلى العاقبة الحسنى ، فالمؤمن يزداد هدى في هذه النشأة ، وله الباقيات في تلك النشأة ، فله ثلاث أقسام من الخير ، بينما ليس للكافر إلا الدنيا المنغصة لذاتها فقط ، (وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا) إلى الإيمان والإسلام (هُدىً) ورشادا ، فإن الإنسان في الدنيا يحتاج في كل خطوة هداية ورشادا ، وهكذا يأخذ الله بيد المهتدي في كل خطوة خطوة ، ليزيده هداية (وَالْباقِياتُ) أي الأعمال التي تبقى (الصَّالِحاتُ) مما قدمها الإنسان إلى آخرته (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً) مما يصرفه الكفار في هذه الحياة من الملذات (وَخَيْرٌ مَرَدًّا) أي عاقبة ومنفعة ، من رد بمعنى رجع ، فإن ثواب ذلك أحسن من لذة الكفار ، وإن ما يرجع الإنسان المؤمن إليه في الآخرة من عمله خير مما يرجع الكافر ، والحاصل أن الكافر إذا أنفق درهما في الخمر التذ هنا ، وجوزي بالنار هناك ، وإن