لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ (٩٠) وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ (٩١)
____________________________________
لَهُ زَوْجَهُ) إذ كانت عقيمة لا تلد وكان الإتيان ب «وهبنا» قبل «أصلحنا» مع أنه بعده خارجا ، لبيان المبادرة في استجابة دعائه عليهالسلام ، كأنه لا فصل بين الدعاء والهبة (إِنَّهُمْ) أي زكريا وزوجه ويحيى ـ كما هو ظاهر السياق ـ (كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) في الأعمال الخيرية ، مقابل الذين يتلكئون ويتباطئون في عمل الخير ، وهكذا دائما أهل الآخرة إنهم يبادرون في الطاعة ، بخلاف أهل الدنيا (وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً) راغبين في ثوابنا وخائفين من عقابنا ، وهكذا الإنسان الكامل ، إنه بين الخوف والرجاء (وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ) خاضعين متواضعين لا كأهل الدنيا الذين يطغون ويستعلون عن الأوامر والزواجر.
[٩٢] وبمناسبة ذكر «زكريا» ذكر السياق «مريم» الطاهرة القريبة له (وَ) اذكر يا رسول الله المرأة (الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) أي حفظت نفسها عن الفساد ، وهذا لرد اليهود الذين قالوا فيهما شرا (فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا) النافخ كان جبرائيل لكنه حيث كان بأمر الله تعالى ، نسب النفخ إليه تعالى ، والروح أضيف إليه سبحانه تشريفا ، كإضافة البيت إليه ، وقد كان النفخ في جيب ثوبها ، وتكوّن من ذلك النفخ المسيح عليهالسلام (وَجَعَلْناها) أي جعلنا مريم (وَابْنَها) المسيح (آيَةً لِلْعالَمِينَ) أي : دلالة على وجود الله وقدرته ، والمراد ب «آية» الجنس ،