إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ (٩٣) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا
____________________________________
فلا يقال : أنهما آيتان؟
[٩٣] وبعد استعراض أحوال بعض الأنبياء عليهمالسلام مع أممهم ـ إجمالا ـ يأتي السياق ليدل على وحدة العقيدة ، ووحدة الأمة ، ووحدة الإله ، ووحدة رسالة الأنبياء عليهمالسلام (إِنَّ هذِهِ) البشر المتناثر في الأرض المتباعد في الزمان (أُمَّتُكُمْ) أيها الأنبياء (أُمَّةً واحِدَةً) فلا أمم تحت لواء الأنبياء وإنما أمة واحدة ، ومن خالف وآمن ببعض وكفر ببعض أو قبل حكما وأعرض عن حكم فليس من الأمة ، وليس خاضعا حتى لتنبيه الذي يزعم أنه متبع له (وَأَنَا رَبُّكُمْ) رب واحد (فَاعْبُدُونِ) أي أطيعوني واتخذوني إلها دون غيري.
[٩٤] لكن المنحرفون لم يكونوا من أنفسهم أمة واحدة ، بل خالفوا وتفرقوا (وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) أي فرقوا دينهم فيما بينهم ، فإن قطّع وتقطع بمعنى واحد ، وهل انتهى الأمر عند ذلك فلا حساب ولا جزاء لما اقترفوه من تقطيع الأمة الواحدة إلى ألوان وأشكال وأمم؟ كلا! (كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ) فنجازيهم بما فعلوا من التقطيع والتفرقة ، ومعنى الرجوع إلى الله سبحانه الرجوع إلى حسابه وجزائه ، تشبيه بمن يرجع إلى المحكمة بعد الذهاب عنها.
[٩٥] (فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ) الأعمال (الصَّالِحاتِ) أي من هذه الجنس ، دون جنس السيئات (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) صحيح العقيدة (فَلا