كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ (٩٤) وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (٩٥) حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦)
____________________________________
كُفْرانَ لِسَعْيِهِ) فلا يستر ما عمله ولا يبطل ، بل يشكر ويثاب عليه (وَإِنَّا لَهُ) أي لسعيه (كاتِبُونَ) والمعنى نأمر الملائكة أن يثبت سعيه لنجازيه عليه في الآخرة.
[٩٦] أما من كفر وعصى ، فأهلكناه في الدنيا بعذاب الاستئصال فلا يظن أحد أنه قد انتهى أمرهم ، وأنهم أهلكوا فلا حساب بعد ذلك (وَحَرامٌ) أي ممتنع ، في الحكمة (عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها) بذنوبها (أَنَّهُمْ) إلينا (لا يَرْجِعُونَ) فإن عذابهم في الدنيا لم يكن نهاية أمرهم ، بل يرجعون إلينا في الآخرة لنحاسبهم هناك على أعمالهم ونجزيهم بالنار ، ف «حرام» مبتدأ ، خبره «أنهم» أي ممتنع عدم رجوعهم ، وقد عرفت أن تخصيصهم بالذكر دون سائر العاصين ، لدفع التوهم المذكور.
[٩٧] إن الأمر يبقى على هذا المنوال ، مؤمن وكافر ، وموت وهلاك (حَتَّى) يوم القيامة فينقطع التكليف وتقوم الساعة للحساب والجزاء ، وقد ذكر الله سبحانه علامة لذلك بقوله : (إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ) أي القبيلتان ، وفتحت باعتبار كسر سدهما الذي بناه ذو القرنين ، كما تقدم (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ) أي مرتفع من الأرض كالجبال والآكام (يَنْسِلُونَ) يسرعون في السير نحو الصحاري والبلاد للفساد والدمار.