ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (١٠) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ
____________________________________
يذوق عطفه المثنى جزاء عمله.
[١١] ويقال له حين العذاب (ذلِكَ) العذاب ، وجيء بالإشارة البعيد ، لتوهم الترفع عن قرب العذاب للقائل (بِما قَدَّمَتْ يَداكَ) من الكفر والعصيان ، ونسب التقديم إلى اليد ، لأنها الغالبة في إعطاء الأشياء (وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ) «ظلام» صيغة نسبة ، لا مبالغة ، كما قال ابن مالك :
ومع فاعل وفعال فعل |
|
في نسب أغنى عن اليا فقبل |
وقد تقدم تفصيله (لِلْعَبِيدِ) في تعذيبه ، وإنما هم استحقوا ذلك بسوء صنيعهم.
[١٢] لقد رأينا بعض الناس ينكرون الله سبحانه ، فلا يؤمنون به ، وهناك نموذج آخر من الناس ، فلقد آمنوا ، ولكن إيمانا ، لا عن عمق واستقرار (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) الحرف الطرف ، والجانب ، أي على جانب واحد من جوانب الحياة ، فهو يعبد حالة الرخاء ، أو حالة الأمن أو حالة الغنى ، وهكذا ، (فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ) أي بذلك الخير ، وركن إليه ، وعبد الله الذي أعطاه ذلك الخير ، (وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ) اختبار وابتلاء ، بفقر ، أو مرض ، أو خوف ، أو ما أشبه (انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ) بأن كفر بالله ، كالذي يقع