لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (١٣) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (١٤)
____________________________________
هذه المنافع ، ولكن الضر المترتب أقرب من النفع العائد ـ وهذا عبارة أخرى عن الضر الكثير ، والنفع القليل ، ولعل التعبير بأقرب ، لأجل أن الضر يتوجه إلى الإنسان بمجرد عبادة الصنم ، بخلاف النفع الذي هو متوقف على الإتيان بالنذر ، أو نحو ذلك (لَبِئْسَ الْمَوْلى) أي أن الصنم بئس السيد للعابد له ، إذ هو سيد يوجب ضره (وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ) أي الصاحب المعاشر المخالط ، فهو لا يصلح خليطا وعشيرا ، فكيف يصلح أن يكون سيدا؟
[١٥] مر بنا نموذجان من البشر ، فلنمر بالقسم الثالث ، وهو المؤمن ، ونرى عاقبته (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسوله ، واليوم الآخر ، وسائر الأمور الاعتقادية (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي الأعمال الصالحة (جَنَّاتٍ) أي بساتين (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) من تحت قصورها وأشجارها وشوارعها ، حتى يكون الإنسان مطلا على النهر حين التنقّل (إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) فليس مثل الأصنام التي لا تتمكن من نفع عبادها.
[١٦] أما المؤمن اليائس من نصرة الله ، إذا وقع في الفتنة والبلاء ، ولا يرى للآخرة أثرا ، كما هو كثير في ضعاف الإيمان ـ فليفعل ما يشاء ، وليذهب إلى السماء إن تمكن ، فإن الله سبحانه ، يأبى ، إلا أن يجري الأمور بأسبابها ، وأن يمتحن الناس ، حتى يرى مقاديرهم ، ولا يغير