مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ (١٥) وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَأَنَّ
____________________________________
أمره شيء ، ولا راد لقضائه (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا) بالغلبة على الكفار ، وحل مشاكله ، ونجاته من الفتن التي وقع فيها (وَالْآخِرَةِ) فهو ضعيف الإيمان بالآخرة ، يقول إن لم ينصرني الله في الدنيا ، وهي أهون ، فكيف ينصرني في الآخرة؟ (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ) أي فليوجد سببا موصلا إلى السماء (ثُمَّ لْيَقْطَعْ) الطرق حتى يصل إلى السماء بذلك السبب ، وهذا عبارة عما هو شائع في الألسن ـ لدى بيان ، أن الأمر لا يتغير عما هو عليه ـ من قولهم : لو ذهبت إلى السماء لم ينفعك ، يريدون أن توسط السماء غير منتج لتغيير ما جرى قدر الله عليه (فَلْيَنْظُرْ) بعد ذلك ، والاستمداد بالسماء (هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ) أي تدبيره في الذهاب إلى السماء (ما يَغِيظُ) ما أوجب غيظه من المشكلة والفتنة التي وقع فيها؟ والاستفهام للنفي أي لا يذهب حتى هذه الحيلة التي هي أبعد الحيل عن متناول البشر ، للخروج عما قدره الله سبحانه ، إذن فما ذا ينفع في الخلاص من المشاكل؟ إنه نصر الله سبحانه ، إن عون الله ونصره هو الذي يحل المشكلة ، أما من يئس من عونه ، فلا شيء ينفعه إطلاقا ، حتى الذهاب إلى السماء.
[١٧] (وَكَذلِكَ) الذي تقدم من بيان حالات الناس في الهدى والظلال والتوسط ، وعواقب كل طائفة (أَنْزَلْناهُ) أي أنزلنا هذا القرآن (آياتٍ بَيِّناتٍ) واضحات ، لا لبس فيها ولا غموض ، لنرشد الناس ، إلى ما هم فيه من الهدى والضلال ، ونعرفهم مقاديرهم وعواقبهم (وَ) بيّنا (أَنَّ