مِنْ دُونِ اللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (٧١) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا
____________________________________
(مِنْ دُونِ اللهِ) غير الله ، ولعل في التعبير ب «من دون» نكتة هي أن ما يعبدونها دون الله في المرتبة ، فليست لها رتبة الألوهية ، ومقام الله سبحانه ، مع إهانة في التعبير للأصنام ، حيث عبر عنهم ب «دون» (ما لَمْ يُنَزِّلْ) الله (بِهِ) أي بذلك الشيء الذي يعبدوه (سُلْطاناً) أي حجة ودليلا (وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ) فلا دليل شرعي على تلك الآلهة أنزله الله ، ولا دليل عقلي لهم يعلمونه ، وإنما عبادتهم لمجرد تقليد وظن (وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) فإن الأصنام التي يعبدونها ، ويقولون (هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ) (١) لا تنصرهم ، يوم يأخذهم وبال عبادتهم لها.
[٧٣] (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ) أي على هؤلاء الكفار (آياتُنا) الدالة على وجودنا ، وسائر شؤوننا ، في حال كون تلك الآيات (بَيِّناتٍ) واضحات ظاهرات (تَعْرِفُ) يا رسول الله (فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ) أي الإنكار ، فإن «المنكر» هنا «مصدر ميمي» والمعنى أنه تظهر في وجوههم علامة الإنكار ، بتقطيب الوجه والإعراض ، ومن شدة حنقهم وغيظهم (يَكادُونَ يَسْطُونَ) من السطو ، وهو البطش ، للإخافة والإيذاء ، يقال : سطا يسطو ، إذا بطش (بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا) فيفتكون بهم ويضربونهم ، ويقولون فيهم الأقوال البذيئة ، من
__________________
(١) يونس : ١٩.