أَحْسَنُ الْخالِقِينَ (١٤) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ (١٦) وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ (١٧)
____________________________________
ودام خيره (أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) والخلق يطلق على الصنع ، فالنجار خالق الباب ، والبناء خالق القصر والله سبحانه أحسن الخالقين ، إذ لا يمكن لأحد من هذا النحو من الخلقة.
[١٦] (ثُمَّ إِنَّكُمْ) أيها البشر من (بَعْدَ ذلِكَ) الخلق التام (لَمَيِّتُونَ) تخرج أرواحكم ، لتبقى أجساد بلا أرواح حينما تنتهي آجالكم في الدنيا.
[١٧] (ثُمَّ إِنَّكُمْ) أيها البشر (يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ) أي تقومون من قبوركم للحساب والجزاء.
[١٨] وبعد بيان المبدأ للإنسان ومعاده ، يأتي السياق ليبين مننه سبحانه عليه في هذه الحياة (وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ) أيها البشر (سَبْعَ طَرائِقَ) المراد بها السماوات السبع ـ ظاهرا ـ وقد تقدم إن علماء الفلك المسلمين يقولون : إن المراد بالسماوات ، مدارات الأفلاك ، مؤيدين نظريتهم بالرواية الواردة عن الإمام الرضا عليهالسلام ، وبعض الشواهد الأخرى ، وكونها فوقنا ، باعتبار ما نحس ، وإن كانت الأرض في الحقيقة ، نجمة كسائر النجوم ، وطرائق جمع طريقة ، وإنما سمى السماء بها لتطارقها ، أي كون بعضها فوق بعض (وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ) ولعل الإتيان بهذه الجملة هنا ، لما يتبادر إلى الذهن البدائي ، من أن المربي الخالق لهذا الكون العظيم لا مجال له ـ عند ذلك ـ لمراقبة الناس وأعمالهم ، فهو يغفل عنهم كما يغفل الملك الكبير ملكه عن خصوصيات الناس وأعمالهم ، لكنه سبحانه ليس كذلك ، فيتساوى عنده كل معلوم صغيرا