سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (٨٩) بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (٩٠) مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ
____________________________________
[٩٠] (سَيَقُولُونَ) في الجواب (لِلَّهِ) أي أن ملكوت كل شيء والإجارة والبطش الشديد الذي لا يجار منه ، كلها لله سبحانه (قُلْ) يا رسول الله لهم حين أجابوا بذلك (فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) أي كيف يخيل إليكم الحق باطلا ، والصحيح فاسدا ، إنكم بعد هذه الاعترافات كيف تجعلون لله شركاء وتنكرون قدرته على البعث والإحياء ، مخدوعين بالتقاليد ، كالإنسان المسحور الذي يخيل إليه الباطل ويعرض عن الحق.
[٩١] (بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِ) أي جئنا إليهم ما هو حق وواقع من التوحيد والبعث ، ولم نأتهم بالكذب (وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) في مقالهم ، وهذا مقابل قولهم : إن الرسول كاذب ، أو «أنهم» عطف على «بالحق» أي أتيناهم وبينا لهم «أنهم لكاذبون» لكنهم يصرون على كذبهم.
[٩٢] (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ) كما يزعم النصارى إن المسيح ابن الله ، ويزعم اليهود إن عزير ابن الله ، ويزعم المشركون إن الملائكة بنات الله ، و «من» لتقوية تعميم النفي ، فلو كان المراد «التبني» كان المعنى إنه خلاف الواقع ، ولو كان المراد «للولادة» كان المعنى إنه مستحيل (وَما كانَ مَعَهُ) أي مع الله سبحانه (مِنْ إِلهٍ) شريكا له (إِذاً) أي إذا كان معه إله آخر (لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ) أي ميز كل إله ما خلقه عما خلق الإله الآخر حتى يستقل بهم ، ويمنع الإله الآخر عن الاستيلاء عليهم ، وهذا كما يقال «ذهب كل رئيس مع أتباعه» وذلك