وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (١٠)
____________________________________
من الكاذبين ، فيما رماني به ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أعيديها فأعادتها ، حتى أعادتها أربع مرات ، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : العني نفسك في الخامسة ، إن كان من الصادقين فيما رماك به ، فقالت في الخامسة : إن غضب الله عليّ ، إن كان من الصادقين فيما رماني به ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويلك إنها موجبة لك ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لزوجها : اذهب فلا تحل لك أبدا ، قال : يا رسول الله ، فمالي الذي أعطيتها؟ قال : إن كنت كاذبا فهو أبعد لك منه ، وإن كنت صادقا ، فهو لها ، بما استحلك من فرجها ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن جاءت بالولد أحمش الساقين ، أنفس العينين ، جعد قطط ، فهو للأمر السيئ ، وإن جاءت به أشهل وأصهب ، فهو لأبيه ، فيقال إنها جاءت به على الأمر السيئ فهذه لا تحل لزوجها ، وإن جاءت بولد لا يرثه أبوه ، وميراثه لأمه ، وإن لم يكن له أم ، فلأخواله ، وإن قذفه أحد ، جلد حد القاذف (١) ، أقول : لقد روي في سبب نزول هذه الآيات ، روايات وانتسبت القصة إلى أناس آخرين ولا بعد في ذلك كله ، فكم من قضايا تتعدد ، وكم من آية نزلت لأمرين أو أكثر.
[١١] (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) بمنعكم عن الزنى والفواحش وجعل الحدود عليها (وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ) كثير الرجوع على من عصى وتاب ، (حَكِيمٌ) ذو حكمة في التشريعات ، لنالكم عنت وإرهاق في الدنيا ، وعذاب في الآخرة ففضله ورحمته في الدنيا يوجبان التيسير ، إذ لو لا الفضل لكان يحد القاذف أو المقذوفة ، ولو لا قبول التوبة لكان
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩٠ ص ٧١.