خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٦٠) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ
____________________________________
بلبس الجلباب وعدم وضع ثيابهن (خَيْرٌ لَهُنَ) من وضعها ، بأن يلبس الجلباب كسائر النساء فإن ذلك ثوب حشمة ووقار (وَاللهُ سَمِيعٌ) لأقوالكم التي تقولونها حول النساء القواعد ، والتي تقولها النساء عن نفسهن (عَلِيمٌ) بما في قلوبكم ، وقلوبهن ، فإذا زاغت كلمة أو التوى قصد علمه الله سبحانه ، وحاسبكم عليه.
[٦٢] ثم يأتي السياق ليبين أحكام الأكل والمواكلة ، مما يرتبط بالعائلة ، والأصدقاء ، بعد ما بين حكم البيوت والخلوة والاستئذان في خارجها وداخلها قال الإمام الباقر عليهالسلام : أن أهل المدينة ـ قبل أن يسلموا ـ كانوا يعتزلون الأعمى والأعرج والمريض وكانوا لا يأكلون معهم وكان الأنصار فيهم تيه وتكرم ، فقالوا : إن الأعمى لا يبصر الطعام والأعرج لا يستطيع الزحام على الطعام والمريض لا يأكل كما يأكل الصحيح فعزلوا طعامهم على ناحية وكانوا يرون عليهم في مؤاكلتهم جناح ، وكان الأعمى والأعرج والمريض يقولون : لعلنا نؤذيهم إذا أكلنا معهم فاعتزلوا من مواكلتهم ، فلما قدم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم سئل عن ذلك : فأنزل الله عزوجل(لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ) (١) أي ليس عليه ضيق يوجب اعتزالهم (وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ) في أكله مع الناس (وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) ومن المعلوم أن الآية لم تسق للإطلاق من جهة أقسام الأمراض المعدية وإنما سيقت لبيان أمر آخر ، فلا إطلاق فيها من هذه الجهة ، ثم بين سبحانه حكما آخر وهو جواز أن يتناول الإنسان من
__________________
(١) وسائل الشيعة : ج ٢٥ ص ٥٣.