قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (٥٥)
____________________________________
إنك عندنا ذو مكانة نافذ القول ، مؤتمن.
[٥٦] (قالَ) يوسف عليهالسلام للملك لما رأى مكانته عنده ومنزلته لديه (اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ) أي اجعلني واليا على خزائنك المالية والطعامية وغيرها لأدير شؤونها (إِنِّي حَفِيظٌ) أي حافظ ما تستودعني عليه (عَلِيمٌ) بكيفية تدبيرها وإدارتها ، قال الملك فما ترى في رؤياي أيها الصديق؟ فقال يوسف أرى أن تجمع الطعام وتزرع زرعا كثيرا في هذه السنين المخصبة وتبني الأهواء والخزائن وتجمع الطعام فيها بقصبه وسنبله ليكون قصبه وسنبله علفا للدواب وتأمر الناس فيرفعون من طعامهم الخمس فيكفيك من الطعام الذي جمعته لأهل مصر ومن حولها ويأتيك الخلق من النواحي ويجتمع عندك من الكنوز ما لم يجتمع لأحد ذلك ، فقال الملك ومن لي بهذا ومن يجمعه ويبيعه ويكفي الشغل فيه؟ فعند ذلك قال يوسف اجعلني على خزائن الأرض. ولما سلّم الملك الأمر إلى يوسف أقبل عليهالسلام على العمل. قال الإمام الرضا عليهالسلام : وأقبل يوسف على جمع الطعام فجمع في السبع السنين المخصبة فوضعه في الخزائن ، فلما مضت تلك السنون وأقبلت السنون المجدبة أقبل يوسف على بيع الطعام فباعهم في السنة الأولى بالدراهم والدنانير حتى لم يبق بمصر وما حولها دينارا ولا درهما إلا صار في ملكية يوسف ، وباعهم في السنة الثانية بالحليّ والجواهر حتى لم يبق بمصر وما حولها حليّ ولا جوهرا إلا صار في ملكية يوسف ، وباعهم في السنة الثالثة بالدواب والمواشي حتى لم يبق بمصر وما حولها عبدا ولا أمة إلا صار في ملكية يوسف ، وباعهم في السنة الرابعة بالدور والعقار حتى لم يبق بمصر وما حولها إلا صار في ملكية يوسف ، وباعهم في السنة الخامسة بالمزارع والأنهار حتى لم يبق بمصر وما