____________________________________
حولها نهرا ولا مزرعة حتى صار في ملكية يوسف ، وباعهم في السنة السادسة برقابهم حتى لم يبق بمصر وما حولها عبدا ولا حرا إلّا صار عبد يوسف فملك أحرارهم وعبيدهم وأموالهم ، وقال الناس ما رأينا وما سمعنا بملك أعطاه الله ما أعطى هذا الملك حكما وعلما وتدبيرا ، ثم قال يوسف للملك : أيها الملك ما ترى فيما خوّلني ربي من ملك مصر وأهلها أشر علينا برأيك؟ فاني لم أصلحهم لأفسدهم ولم أنجهم من البلاء لأكون وبالا عليهم ، ولكن الله سبحانه نجاهم على يدي ، قال له الملك : الرأي رأيك ، قال يوسف : أني أشهد الله وأشهدك أيها الملك أني قد أعتقت أهل مصر كلهم ورددت عليهم أموالهم وعبيدهم ورددت عليك أيها الملك خاتمك وسريرك وتاجك على أن لا تسير إلا بسيرتي ولا تحكم إلا بحكمي ، قال له الملك : إن ذلك لشرفي وفخري ألّا أسير إلّا بسيرتك ولا أحكم إلا بحكمك ولولاك ما قويت عليه ولا اهتديت له ، ولقد جعلت سلطاني عزيزا كما يرام وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسوله فأقم على ما وليتك فإنك لدينا مكين أمين ، ومن ظريف ما ينقل ما نقله علي بن إبراهيم ، بما ملخصه أن عزيز زوج زليخا مات في تلك السنين المجدبة وافتقرت امرأة العزيز واحتاجت حتى سألت الناس فقالوا لها ما يضرك لو قعدت للعزيز؟ وكان يوسف يسمى العزيز وكل ملك كان لهم سموه بهذا الاسم ، فقالت أستحي منه ، فلم يزالوا بها حتى قعدت له ، فأقبل يوسف في موكبه ، فقامت إليه زليخا وقالت سبحان من جعل الملوك بالمعصية عبيدا والعبيد بالطاعة ملوكا ، فقال لها يوسف أأنت تيك؟ قالت : نعم ، ثم أن يوسف عليهالسلام تزوجها وجعلها في جملة أهله (١).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٢ ص ٢٥١.