وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ (٣٦) وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا
____________________________________
ويحاربوا من يخالف الحزب حقا كان أم باطلا ، فالمعيار الحق عندهم ينقلب إلى معيار الحزب ، ولذا نرى أن الله سبحانه لم يسلم أزمة الأمور إلا بيد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة المعصومين عليهمالسلام ، ثم بيد الفقيه العادل ، حيث علم سبحانه ، بأن الناس يتبعون من ألقى الزمام بيده ، ولو أمر بالباطل ، فتحفظا عن اتباع الناس للباطل ، لم يجعل أزمتهم إلا بيد من لا يعمل إلا بالحق لما فيه من الملكة الراسخة ، والصفة النفسية المعدلة لسلوكه ، طبق أوامر الله والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إلا فيما سهى أو نسي ، مما لا استثناء له ، إلا بالنسبة إلى المعصوم عليهالسلام ـ (وَمِنَ الْأَحْزابِ) الذين تحزّبوا ضد الإسلام ، من أهل الكتاب (مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ) أي بعض القرآن ، مما لا يطابق كتبهم المنحرفة أو ينافي سيادتهم ورشوتهم ، أما ما طابق الكتابين ، فلا مجال لهم بإنكاره (قُلْ) يا رسول الله ، لمن ينكر بعض ما أنزل إليك (إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ) وحده (وَلا أُشْرِكَ بِهِ) غيره ، فإنكاركم لذلك ، كما تزعمون أن عيسى أو عزير ابني الله ، أو أن الآلهة ثلاثة ، لا يضرّني في توحيدي وتنزيهي (إِلَيْهِ) أي إلى الله وحده (أَدْعُوا) فهو مبدئي (وَإِلَيْهِ مَآبِ) أي مرجعي ، من آب بمعنى رجع.
[٣٨] (وَكَذلِكَ) أي كما أنزلنا إلى من تقدم من النبيين ، كتابا بلغتهم ليفهموه ، ويفهمه أممهم (أَنْزَلْناهُ) أي أنزلنا القرآن ـ المستفاد من قوله ، وما أنزل إليك ـ (حُكْماً عَرَبِيًّا) أي أنزلنا هذا الحكم في حال