وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ (٣٧)
____________________________________
كونه بلغة العرب ، التي هي لغتك ، ولغة قومك لتفهمه تماما ، ويفهمه القوم تماما ، فالرسول على يقين منه ، ولقائل أن يقول : وما هو الاختصاص بهذه اللغة؟ الجواب : الأمر دائر بين اللغة ، وبين سائر اللغات ، وإذا نزل بلغة أخرى فللقائل أيضا أن يقول : ما هو الاختصاص بتلك اللغة؟ بالإضافة إلى أن هذه اللغة كانت أرجح من حيث أنها اللغة الملتفة ببيت الله الحرام الذي هو ملتقى الشعوب والقبائل قديما وحديثا ، لوجوب الحج في جميع الأديان ، فقد حج عليهالسلام ، فمن بعده ، والشرق الأوسط أوسط من حيث المعمورة ، تقريبا ، فنسبته إلى العالم سواء وإطلاق الحكم على كل القرآن للتغليب ، (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ) يا رسول الله (أَهْواءَهُمْ) أي عقائد الكفار وأهل الكتاب ، وسميت أهواء لأن المخترع لها هو الهوى ، إذ لم يدل عقل أو نقل على الكفر والتثليث ، وما أشبه (بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) «من» بيان «ما» (ما لَكَ) أي ليس لك (مِنَ) طرف (اللهِ) سبحانه (مِنْ وَلِيٍ) يلي أمرك وينصرك (وَلا واقٍ) أي حافظ يحفظك من عذابه ، فلا ولاية ، بل عداوة ، إذ عدم الولاية لا يلازم العداوة ، ولذا صرح بقوله «ولا واق» من وقي يقي إذا حفظ ، والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وإن كان لا يتبع أهواءهم ـ بالاضافة إلى أن «إن» الشرطيّة لا يربط إلا المقدم باتساع ـ إلا كأنه ، لوحظ كون التهديد موجّها إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم ليكون أبلغ من تقرير العقاب القطعي بالنسبة إلى متبع الأهواء ، كما إنك إذ أردت تهديدا جديّا إلى صديقك مع إنك تعلم أنه لا يقترف الإثم.