يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (٣٩)
____________________________________
عَلَيْكُمْ) (١) فإنه (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ) يرفع حكمه لانتهاء الصلاح بالنسبة إليه (وَيُثْبِتُ) مكانه ما يشاء ، لأنه مثله في ملائمة هذا العصر ، أو أفضل منه ، كما قال : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها) (٢) (وَعِنْدَهُ) سبحانه ، في علمه واطلاعه (أُمُّ الْكِتابِ) أي أصل الكتاب الذي فيه ما يمحى وما يثبت ، وإلى أي قدر يبقى ما يمحى هذا حسب ما يتعلق بالسياق ، وإلا فالظاهر أنّ الآية أعم من الأحكام ، فالتقديرات منها قابلة للتغيير ، ومنها غير قابلة ، وقد وردت أحاديث في باب المحو والإثبات ، وأم الكتاب ، ولعل خلاصة القول في تلك كلها ، أن هناك علما خاصا بالله سبحانه يعلم الأشياء التي تقع إلى الأبد ، ولا تغيير في ذلك ، ولا تحرير ، وهناك لوح يثبت فيه أشياء ثم ربما تقتضي المصلحة ، فيمحي ذلك المثبت ليكتب مكانه شيء آخر ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن المرء ليصل رحمه ، وما بقي من عمره إلا ثلاث سنين ، فيمدها الله إلى ثلاث وثلاثين سنة ، وإن المرء ليقطع رحمه ، وقد بقي من عمره ثلاث وثلاثون سنة فينقصه الله إلى ثلاث سنين ، أو أدنى. قال الراوي : أن الصادق عليهالسلام لما حدث بهذا الحديث قرأ هذه الآية ، أي «يمحو الله ما يشاء» (٣) وهنا سؤالان ، الأول هل أن الله يعلم أن الشخص الفلاني يموت في أم الكتاب أم لا؟ فإن علم أنه يموت فما فائدة الصدقة والدعاء وإن علم بأنه لا يموت ، فالصدقة والدعاء اعتباط؟ والجواب أن الله يعلم ، أنه يتصدق ، فلا يموت ، كما أنه سبحانه يعلم أن زيدا يقرأ العلم ، فيصبح عالما ، فلا
__________________
(١) آل عمران : ٥١.
(٢) البقرة : ١٠٧.
(٣) وسائل الشيعة : ج ٢١ ص ٥٣٧.