الحكمة في استخلاف آدم
وما يعنينا من دراسته في هذا الفصل من هذا المقطع القرآني الشريف هو :
الآيات الأربع الاولى ، والبحث فيها ، وما تضمّنته من معلومات ومفاهيم له جانبان :
الجانب الأوّل : تحديد الموقف العام تجاه دراسة هذا المقطع القرآني ، وتصوير ما يعنيه القرآن الكريم منه.
الجانب الثاني : تحديد الموقف القرآني والاسلامي تجاه بعض المفاهيم التي جاءت في المقطع بالشكل الذي ينسجم مع المسلمات القرآنية ، والظهور اللفظي لهذا المقطع بالخصوص.
وفيما يتعلق بالجانب الأوّل نجد الشيخ محمّد عبدة تبعا لبعض الدارسين المتقدمين يذكر رأيين مختلفين بحسب الشكل وإن كانا يتفقان في النهاية حسب ما يقول.
الرأي الأوّل : هو الذي سار عليه السلف واختاره الشيخ محمّد عبدة نفسه أيضا ، حيث يقول : «وأمّا ذلك الحوار في الآيات فهو : شأن من شئون الله مع ملائكته ، صوّره لنا في هذه الفصول بالقول والمراجعة والسؤال والجواب ، ونحن لا نعرف حقيقة ذلك القول ، ولكنّنا نعلم أنّه ليس كما يكون منا ، وأنّ هناك معاني قصدت إفادتها بهذه العبارات ، وهي : عبارة عن شأن من شئونه ـ تعالى ـ قبل خلق آدم ، وأنّه كان يعدّ له الكون ، وشأن مع الملائكة يتعلق بخلق نوع الإنسان ، وشأن آخر في بيان كرامة هذا النوع وفضله» (١).
__________________
(١) المنار ١ : ٢٥٤.