١٠ ـ ظاهرة طرح بعض القضايا ذات الطابع الشخصي في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله.
وقد نتج عن ذلك نشوء كثير من الدراسات القرآنية ، مثل : دراسة الناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه ، والمكّي والمدنيّ ، أسباب النزول ، أو غير ذلك من الدراسات الفنية ذات العلاقة باسلوب القرآن.
وقد تأثرت القصّة في القرآن ـ أيضا ـ بهذا الهدف العام من نزول القرآن كما سوف نتبين ، ولذا لا بدّ لنا حين نريد أن ندرس القصّة القرآنية ، ونتعرّف على مزاياها وخصائصها الرئيسة أن نضع أمامنا هذا الهدف القرآني العام ؛ لنتعرّف من خلاله على الاسلوب الذي اتّبعه القرآن ، والمضمون الذي تناوله في عرضه القصّة القرآنية مساهمة منه في تحقيق هذا الهدف.
الخصائص الأساسية للقصّة في القرآن :
وانطلاقا من هذه الفكرة وهذا الأساس يمكن أن نحدّد الفرق بين القصص القرآني وغيره من القصص ببعض النقاط التي تشكل الميزات والخصائص والصفات الرئيسة للقصص القرآني ، ويمكن أن نجد هذه الخصائص قد اشير إليها في القرآن الكريم في قوله تعالى : (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)(١).
حيث يمكن أن نفهم من هذه الآية اتّصاف القصص القرآني بالصفات التالية :
__________________
(١) يوسف : ١١١.