وقوله تعالى : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ)(١).
وقوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ ...)(٢).
وقوله تعالى : (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)(٣).
وهذا الغرض يهدف فيما يهدف إلى :
١ ـ إبراز الصلة الوثيقة بين الإسلام الحنيف وسائر الأديان الإلهيّة الاخرى التي دعا إليها الرسل والأنبياء الآخرون ، وأنّ الإسلام يمثل امتدادا لها ، ولكنّه يحتل منها مركز الخاتمة التي يجب على الإنسانية أن تنتهي إليها ، وبذلك يسدّ الطريق على الزيغ الذي يدعو إلى التمسك بالأديان السابقة ؛ على أساس أنّها حقيقة موحاة من قبل الله تعالى ؛ لأنّ الإسلام يصدقها بذلك ، ولكنّه جاء في نفس الوقت مهيمنا عليها (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ...)(٤).
٢ ـ مضافا إلى ذلك تظهر الدعوة على أنّها ليست بدعا في تأريخ الرسالات ،
__________________
(١) النحل : ٨٩.
(٢) المائدة : ٤٤.
(٣) البيّنة : ٥١.
(٤) المائدة : ٤٨.