(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ).
(إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)(١).
ويبدو أنّ القرآن الكريم يريد أن يشير إلى الغرض من هذا الاستعراض لقصص الأنبياء بالآية الخاتمة المعبّرة عن هذه الوحدة العميقة الجذور في القدم للامّة المؤمنة بالإله الواحد ... وتأتي بقية الأغراض الاخرى في ثنايا هذا الاستعراض أيضا ، ولا يبعد أن يكون من أهم هذه الأغراض في هذا الاستعراض هو بيان الاشتراك بين الأنبياء في النعم الإلهيّة ، كما هو واضح من السياق والمضمون.
ومثال آخر يوضح وحدة العقيدة الاساسية التي استهدفها الأنبياء في تأريخهم الطويل وفي نضالهم المتواصل ، هذه العقيدة التي تدعو إلى الإيمان بالله سبحانه إلها واحدا لا شريك له في ملكه ، وذلك ما جاء في سورة الاعراف :
(لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ ...).
(وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ ...).
(وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ ...)(٢).
فإنّ الابتداء بقصّة كلّ نبي بهذه الطريقة يؤكد وحدة العقيدة والدين لجميع هؤلاء الأنبياء.
__________________
(١) الأنبياء : ٤٨ ـ ٥٣ و ٧٠ ـ ٩٢.
(٢) الأعراف : ٥٩ و ٦٥ و ٨٥.