والمنهج (النظري) الذي يحاول أن يستخلص النظرية العامة في القصّة من خلال تحليل مفرداتها والجمع بينها في تصوير نظري متكامل.
والمنهج (الاجتماعي) الذي يحاول من خلال دراسة القصّة تصوّر الحركة التغييرية السياسية والاجتماعية التي يقوم بها.
والمنهج (التاريخي) الذي يحاول عرض الأحداث التي ذكرتها القصّة مترتبة حسب تسلسلها الزمني وكوقائع تاريخية.
وسوف نحاول في الفصول الآتية وفي القسم الثاني من الكتاب أن نطبق هذه المناهج ، ولكن ضمن نماذج مختارة من القصّة.
وفي هذا الفصل (الرابع) سوف نتناول قصّة (موسى) كنموذج ومثال تطبيقي للمنهج التحليلي في دراسة القصّة. وإنّما وقع الاختيار عليها ؛ لأنّها أكثر قصص الأنبياء ورودا وتفصيلا في القرآن الكريم (١).
ويمكن تطبيق هذا المنهج في دراسة تفصيلية على جميع قصص الأنبياء في القرآن الكريم. وسوف ندرس المواضع والموارد التي تحدّث القرآن الكريم فيها عن علاقة موسى مع فرعون ، أو علاقته مع قومه ، كحالة اجتماعية قارنت عصره ، وهي : تسعة عشر موضعا في القرآن الكريم.
كما أنّنا سوف نأخذ في هذه الدراسة الأبعاد التالية :
__________________
(١) سوف ندرس هذه القصّة ـ أيضا ـ على أساس المنهج (التاريخي) و (الاجتماعي) ـ أيضا ـ من القسم الثاني من هذا الكتاب. كما سوف ندرس قصّة (آدم) في الفصل الخامس من هذا القسم على أساس المنهج النظري. وقصص نوح وإبراهيم وعيس في القسم الثاني على أساس المنهج الاجتماعي.