__________________
ـ وبكى زكريا عليهالسلام على يحيى عليهالسلام ، وبكى رسول الله صلىاللهعليهوآله على جدّه عبد المطلب ، وبكاؤه صلىاللهعليهوآله على أمّه وأهل بيته.
ولسنا بصدد بيان كل من بكى على أمّه وأبيه ، وأخيه ، وصاحبته ، وبنيه ، وصديقه ، وجاره ، فمن شاء فليراجع المصادر التّالية : الطّبقات الكبرى : ١ / ١٢٣ ، فرائد السّمطين : ١ / ١٥٢ ، المناقب للخوارزمي : ٢٦ ، كنز العمال : ٦ / ٢٢٣ و : ١٣ / ١١٢ ، و : ١٥ / ١٤٦ ، سنن ابن ماجه : ٢ / ١٣٦٦ ، ذخائر العقبى : ١٧ ، سنن البيهقي : ٤ / ٧٠ ، الصّواعق : ١١٥ و ١٩٠ ، مجمع الزّوائد : ٩ / ١٨٧.
بينما جماعة من أصحاب الحديث من الجمهور حرموه ؛ لأنّ النبي صلىاللهعليهوآله نهى عنه ، كما ورد في صحيح البخاريّ : ٢ / ١٠٦ ، ويحمل هذا النهي على النوح المقترن بالكذب ، والدّعاء بالويل والثّبور ، فقد روى ابن قدامة في المغني : ٢ / ٤١١ : (أنّ أهل البيت إذا دعوا بالويل والثّبور ، وقف ملك الموت في عتبة الباب ، وقال : «إن كانت صيحتكم عليّ ، فإنّي مأمور ، وإن كانت على ميتكم ، فإنّه مقبور ، وإن كانت على ربكم ، فالويل لكم والثّبور ، وإن ليّ فيكم عودات ثم عودات».
ورابعا : فقد روي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله عند ما انصرف من وقعة احد إلى المدينة سمع من كلّ دار قتل أهلها قتيل نوحا وبكاء ، ولم يسمع من دار عمّه حمزة فقال : «لكن حمزة لا بواكي له» ، فآلى أهل المدينة أن لا ينوحوا على ميت ولا يبكوه حتّى يبدؤوا بحمزة فينوحوا عليه ويبكوه ، فهم إلى اليوم على ذلك» ، راجع اسد الغابة والطّبقات الكبرى : ٢ / ٤٤ ، السّيرة النبوية لابن هشام : ٣ / ١٠٤ ، الكامل في التّاريخ : ٢ / ١١٣ ، مجمع الزّوائد : ٦ / ١٢٠ ، وسائل الشّيعة : ٢ / ٩٢٢ ، السّيرة الحلبية : ٢ / ٢٤٦ ، الإمتاع للمقريزي : ١٥٤ ، المصنّف لابن أبي شيبة ج ٦ و ١٢ ، كنز العمال : ٦ / ٢٢٣ و : ١٣ / ١١٢ .. فهذا الحديث قد ثبت عن رسول الله صلىاللهعليهوآله. من طريق ثلاثة من الصّحابة ، ثم إنّ عائشة رضى الله عنه ردت ذلك متمسكة بما تحفظه ، وبعموم القرآن.
ولسنا بصدد بيان جواز أو حرمة البكاء على الميت ولكن نترك للقارىء الكريم مجال التّفكير عند مراجعة المصادر التّالية على سبيل المثال لا الحصر منذ بكاء آدم عليهالسلام على ابنه هابيل إلى اليوم لأنّ البكاء سنّة طبيعية.
انظر ، العرائس للثعالبي : ٦٤ طبعة بمبي و ١٣٠ و ١٥٥ ، الطّبقات الكبرى لابن سعد : ١ / ١٢٣ ، و : ٢ / ٦٠ الطّبعة الثّانية طبعة بيروت ، فرائد السّمطين : ١ / ١٥٢ ح ١١٤ ، و : ٢ / ٣٤ ح ٢٧١ ، والمصنّف لابن ـ