__________________
ـ ٣. كيف يجب تعظيمهم جميعا وفيهم من أرتد كما صرح به القرآن الكريم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ ... ،) المائدة : ٥٤. وجاء في السّيرة : «أنّ عبد الله بن سعد بن أبي سرح قد أسلم وهاجر إلى المدينة وكتب الوحي للرسول صلىاللهعليهوآله ، وأرتد في النّهاية مشركا» الإستيعاب : ١ / ٩١٨ ، الإصابة : ٤ / ١٠٩ ، المعارف : ١٣١ و ١٤١.
٤. وبمثل هذا جاءت السّنة النّبوية مبينة ومفصلة ، فقد روى البخاريّ عن النّبيّ صلىاللهعليهوآله : «ما من نبي إلّا كانت له بطانتان ، بطانة تأمره بالمعروف ، وبطانة تأمره بالشر» ، ونحوه في مسند أحمد : ٢ / ٢٨٩. ، وروى البخاريّ أيضا : «أنّهم أرتدوا جميعا على أدبارهم القهقرى ، وأنّهم إلى النّار ولا يخلص منهم إلّا مثل همل النّعم» انظر ، دلائل الصّدق للشيخ محمّد حسن المظفر م ٣ المطلب : ٥ / ٤ ، نقلا عن البخاريّ وانظر ، شرح النّهج لابن أبي الحديد : ٤ / ٤٥٤ ، فكيف نعظم هؤلاء أيها المؤرخون الكرام؟
٥. كيف نعظم ونقدس ونأخذ بروايات من قال فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أللهمّ إنّي أبرأ إليك مما صنع خالد» مرتين رواه البخاريّ في المغازي باب بعثة النّبيّ صلىاللهعليهوآله ، خالد بن الوليد إلى جذيمة ، ورواه في كتاب الأحكام إذا قضى الحاكم بجور أو خلاف أهل العلم فهو رد ، وفي الصّحيح : ٣ / ٧١ ، والطّبريّ في تأريخه : ٣ / ١٢٢ ، والكامل في التّأريخ لابن الأثير : ٢ / ١٢٣. ، ولو كان ما فعله خالد صوابا لما تبرأ الرّسول منه ، وإذا كان خالد قد خالفه في حياته صلىاللهعليهوآله فتبرأ منه ، فكيف نقتدي به بعد مماته صلىاللهعليهوآله ، بل الأجدر بنا أن نتبرأ من كلّ عمل يصدر من هذا الرّجل طبقا لقوله تعالى : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ...) الأحزاب : ٢١.
٦. كيف نعظم ونقتدي بمن أسلم وفي نفس اليوم أمّره الخليفة الثّاني وولاه على المسلمين ، وهو لم يصلّ ركعة واحدة ، فقد روى صاحب الأغانيّ : «أسلم أمرؤ القيس على يد عمر وولاه قبل أن يصلي لله ركعة واحدة» الأغاني : ١٤ / ١٥٨ ، طبعة ساسي ، جمهرة أنساب العرب : ٢٨٤.
ومثله علقمة بن علاثة الكلبيّ أسلم على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله وأدرك صحبته ، ثم أرتد على عهد أبي بكر ، فبعث أبو بكر إليه خالدا ففر منه. قالوا : ثمّ رجع فأسلم. المصدر السّابق : ١٥ / ٥٠ ، وفي الجمهرة : ٢٨٤ ، وفي الإصابة : «... شرب الخمر على عهد عمر فحده ، فأرتد ولحق بالروم .. ، ثمّ رجع وأسلم ...» والقصة طويلة. وبالتالي ولاه الخليفة عمر بن الخطاب حوران ـ كورة من أعمال دمشق ـ انظر القصة كاملة في المصدرين السّابقين ، والإصابة : ٢ / ٤٩٦ و ٤٩٨ ترجمته. ـ