يفعل ، أو بما يقول : (حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ) (١).
ولقد يحدث ـ كما يلاحظ النّبي صلىاللهعليهوسلم ـ أن ينشأ عن طول القيام والسّهر اضطراب في نظام الدّماغ ، يحدث أخطاء فاحشة في الصّلاة ، فقد يريد المرء أن يسأل الله المغفرة ، فيتفوّه بألفاظ من التّجديف ، أو قد يلعن نفسه ، وفي ذلك يقول رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ أحدكم إذا صلّى وهو ناعسّ ، لعلّه يذهب يستغفر فيسبّ نفسه» (٢) ، فلكيلا يبلغ الأمر هذا المبلغ رغب الإسلام في نوع من الإسترخاء البدني ، أو الشّبع المادي ، وهو ما يمنح المرء راحة خلال هذه المهمة التّعبدية. واسمع في ذلك قوله صلىاللهعليهوسلم : «ليصلّ أحدكم نشاطه ، فإذا كسل ـ أو فتر ـ قعد» (٣).
فالقيام بأي نشاط تعبدي ينبغي إذن أن يستغرق الزّمن الّذي يحتفظ فيه القلب بنشاطه وسروره فحسب ؛ إذ من الواجب علينا ألّا نحول عبادة الله إلى عمل
__________________
(١) النّساء : ٤٣.
(٢) هكذا ورد الحديث : (إذا نعس أحدكم في الصّلاة فليرقد حتّى يذهب عنه النّوم فإنّه لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه). انظر ، صحيح مسلم : ١ / ٥٤٢ ح ٧٨٦ ، المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم : ٢ / ٣٧٧ ح ١٧٨٤ و ١٧٨٥ ، شرح النّووي على مسلم : ٦ / ٧٤ ، تفسير القرطبي : ٥ / ٢٠١ ، تفسير ابن كثير : ١ / ٥٠٢ ، صحيح البخاري : ١ / ٨٧ ح ٢٠٩ ، صحيح ابن خزيمة : ٢ / ٥٥ ح ٩٠٧ ، صحيح ابن حبان : ٦ / ٣٢٠ ح ٢٥٨٣ ، سنن التّرمذي : ٢ / ١٨٦ ح ٣٥٥ ، سنن الدّارمي : ١ / ٣٧٢ ح ١٣٨٣ ، سنن البيهقي الكبرى : ٣ / ١٦ ح ٤٥٠٤ ، موطأ مالك : ١ / ١١٨ ح ٢٥٧ ، مسند أحمد : ٦ / ٥٦ ح ٢٤٣٣٢ ، بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد : ١ / ٢٦.
(٣) انظر ، صحيح البخاري : ١ / ٣٦٨ ح ١٠٩٩ ، صحيح مسلم : ١ / ٥٤١ ح ٧٨٤ ، المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم : ٢ / ٣٧٥ ح ١٧٨٠ و ١٧٨١ ، صحيح ابن حبّان : ٦ / ٢٣٩ ح ٢٤٩٢ ، سنن النّسائي : ٣ / ٢١٨ ح ١٦٤٣ ، سنن ابن ماجه : ١ / ٣٤٦ ح ١٣٧١ ، مسند أحمد : ٣ / ١٠٣ ح ١٢٠٠٥ ، وانظر ، كتابنا الموسوم ب (الجذور التّأريخية والنّفسية للغلوّ والغلاة).