لا داعي لأن نذكر بتنوع الصّفات الوراثية ، وآثارها المختلفة على أحكامنا وقراراتنا ، ومو ما يستفاد أيضا من قوله صلىاللهعليهوسلم : «النّاس معادن ، كمعادن الذهب والفضة» (١). وقوله : «إنّ فيك خصلتين ... جبلك الله عليهما» (٢).
ولكن القرآن يصنف النّاس بصفة عامة ، في آيات كثيرة ، إلى طائفتين : الضّالين ، والمهتدين ، وهو يضيف أنّ كلا الفريقين مدين بحالته الخاصة لمشيئة الله : (بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ) (٣). (وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئاً) (٤).
ولنذكر بخاصة أنّ القرآن ينص على أنّ الله يتدخل بطريقة إيجابية ، ومادية
__________________
(١) انظر ، من لا يحضره الفقيه : ٤ / ٣٨٠ ح ٥٨٢١ ، مسند الشّهاب : ١ / ١٤٥ ح ١٩٦ ، فيض القدير : ٦ / ٢٩٥ ، صفوة الصّفوة : ١ / ٢٠٦ ، الكافي ٢ : ٨ / ١٧٧ ح ١٩٧ ، بحار الأنوار : ٥٨ / ٦٥ ح ٥١ ، كشف الخفاء : ٢ / ٤١٤ ح ٢٧٩٣ ، أبجد العلوم : ٢ / ٣٢ ، الكافي : ٨ / ١٧٧ ح ١٩٧ ، كنز العمال : ١٠ / ١٤٩ ح ٢٨٧٦١ ، سبل الهدى والرّشاد : ٢ / ٩٥ ، مسند أحمد : ٢ / ٢٥٧ ح ٧٤٨٧ ، فضائل الصّحابة : ٢ / ٨٨٥ ح ١٦٧٣ ، وفي رواية للبخاري : ٣ / ١٢٢٤ ح ٣١٧٥ و ٣١٩٤ و ٣٢٠٣ و : ٤ / ١٧٢٩ ح ٤٤١٢ : (قال فعن معادن العرب تسألون ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا).
(٢) انظر ، مجمع الزّوائد : ٩ / ٢ ، سنن البيهقي الكبرى : ٧ / ١٠٢ ح ١٣٣٦٥ ، وفي رواية مسلم : ١ / ٤٨ ح ١٧ : (وقال صلىاللهعليهوسلم للأشج ـ أشج عبد القيس (واسمه المنذر بن عائذ) : إنّ فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة. «المعرب».
وانظر ، صحيح ابن حبان : ١٦ / ١٨١ ح ٧٢٠٤ ، المسند المستخرج على صحيح مسلم : ١ / ١١٢ ح ١٠٦ ، موارد الظّمآن : ١ / ٥٦٢ ح ٢٢٦٧ ، سنن التّرمذي : ٤ / ٣٦٦ ح ٢٠١١ ، مجمع الزّوائد : ٩ / ٣٨٨ ، مصباح الزّجاجة : ٤ / ٢٣٢ ، سنن ابن ماجه : ٢ / ١٤٠١ ح ٤١٨٨ ، المعجم الأوسط : ٣ / ٣٠ ح ٢٣٧٤ ، المعجم الصّغير : ٢ / ٦٧ ح ٧٩٢ ، المعجم الكبير : ١٢ / ٢٣٠ ح ١٢٩٦٩ ، فتح الباري : ٨ / ٨٥ ، شرح النّووي على صحيح مسلم : ١ / ١٨٩.
(٣) الحجرات : ١٧.
(٤) المائدة : ٤١.