بسم الله الرّحمن الرّحيم
كلمة المعرب
ليس أعجب من نسيج الآيام ، حين تكتمل خيوطه ، وتتمثل صورته ، وأعجب ما في هذا النّسيج أنّه مزيج من الزّمن ، والأحداث ، وأنّ تأليف سدى الزّمن مع لحمة الأحداث شديد التّنوع ، يتفاوت من فكر إلى فكر ، ومن وجدان إلى وجدان ، بحيث يمكن أن تتخلق من نفس السّدى ، واللّحمة أشكال وتصانيف شتى ، هي عند التّحليل آية على قدرة الله المدبر ، وإحكامه المبدع.
فمن ذا الّذي كان يتصور مثلا أن يتم العمل الّذي نقدمه اليوم إلى العالم الإسلامي على نحو ما نرى ، وأن يكون المسهمون فيه بهذه الدّرجة من الإرتباط بالاستاذ الإمام محمّد عبد الله دراز؟!
لقد ذكر الاستاذ الدّكتور السّيد محمّد بدوي ، مراجع الكتاب ، أنّه عايش المؤلف رحمة الله عليه في باريس ، وتلمذ له تلمذة مخلصة ، توجت بأن نال شرف مصاهرته.
وأجدني ، في معرض ذكر العلاقات ، أسترجع أياما خوالي ، كنت فيها أجلس بين يدي الاستاذ المؤلف في قاعة الدّرس ، بكلية دار العلوم ، شتاء عام (١٩٥٤ م) طالبا بالليسانس ، أسمع منه تفسيره لكتاب الله عزوجل ، وأتعلم