الأعراض المحصنة : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) (١) ، والهاربين يوم الزّحف : (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٢) ، وأدعياء الإيمان الّذين يتجاوزون أمتهم ، ليبحثوا عن ولاء لهم لدى الكافرين ، دون أن يكونوا مضطرين إليه دفاعا عن أنفسهم ـ فهولاء الأدعياء يقطعون صلتهم بالله : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ) (٣).
فالنصوص المتعلقة بالجزاءات الرّوحية العاجلة تبلغ في جملتها إذن (ـ ٢٠ آ و ٥٨ ب).
«قصور الجزاء العاجل» :
وهكذا نجد ـ ابتداء من هذه الحياة ـ إجابة إلهية على طرقنا في العمل ، حسنة كانت ، أو سيئة ، وهي إجابة تأتي على المستوى المادي ، والعقلي ، والأخلاقي ، والرّوحي ، سواء في ذلك الفرد ، أو الأمّة. ولكن هذا كلّه يبدو في عيني العدالة السّماوية غير كاف.
أوّلا : لأنّ هذه كلّها عينات ، ومقدمات للعدالة الكلية ، فالجزاءات الإلهية الّتي تبرز لنا في هذا العالم ليست شاملة ، ولا كاملة ، وهي ليست في ذلك أكثر من الجزاءات الطّبيعية ، والجزاءات الإنسانيّة. فأمّا أنّها ليست شاملة فالله يقول :
__________________
(١) النّور : ٢٣ (ـ ١ ب).
(٢) الأنفال : ١٦ (ـ ١ ب).
(٣) آل عمران : ٢٨ (ـ ١ ب).