النّيّة
سوف نفترض الآن أنّ الإرادة أمكنها أن تحصر نفسها في العمل ، وأنّها قد امتصت فيه امتصاصا كاملا ، دون هدف آخر ، أو نيّة مستترة ، وأنّها قد قطعت كلّ صلة لها بالأسباب العميقة الّتي تحفزها إلى ذلك العمل.
إنّ اتجاهها المسدد على هذا النّحو ، إلى العمل الّذي تنتجه ، أو هي بصدد إنتاجه ، يطلق عليه : [قصد ، أو نيّة ـ intention] ، فعلى أهبة القيام بالعمل تعنى كلمة [intention] قرارا يتفاوت في ثباته ؛ فهو (القصد) و(العزم) ، فأمّا حين يتزامن مع العمل ـ وتلك هي الحالة الّتي تكون فيها كلمة (نيّة) هي اللّفظة المناسبة ـ فهو الشّعور النّفسي الّذي يصحب العمل ، أعني : أنّه موقف عقل يقظ. حاضر فيما يؤديه.
بيد أنّ فكرة (القصد ، أو النّيّة) في كلتا الحالين ، ولأنّها تتصل بواجب عمل ـ ينبغي أن تنطوي هنا على ثلاثة عناصر تكوينية ، وثلاثة فحسب ، هي :
١ ـ تصور المرء لمّا يعمله.
٢ ـ إرادة إحداثه.
٣ ـ إرادته بالتحديد ، على أنّه شيء مأمور به ، أو مفروض.