خاتمة
إنّ تعليم النّاس واجباتهم الحسية مهمة عظيمة ، قام بها القرآن كاملة على خير وجه.
بيد أنّ هذه المهمة ، رغم كونها الهدف الرّئيسي من تعليمه ، لم تكن فيه الموضوع الوحيد ، فلقد اضطلع القرآن إلى جانب هذه المهمة العملية بمهمة أخرى ، ذات طابع نظري. لقد قدم لنا كلّ العناصر الضّرورية ، كيما تتكون لدينا فكرة دقيقة عن الطّريقة الّتي ينبغي أن نتصور بها معنى الأخلاق من أين تأتي القاعدة الأخلاقية؟ .. وبأي الشّروط تفرض نفسها؟ .. وما النّتائج الّتي تترتب على موقفنا منها؟ .. وما المبدأ الّذي يجب أن يلهم سلوكنا؟ .. وبأية وسيلة تنال الفضيلة؟ ..
والإلزام ، والمسئولية ، والجزاء ، والنّيّة ، والجهد ، تلكم هي العمد الرّئيسية لكلّ نظرية أخلاقية ، واعية بمراميها .. ولقد خصصنا أساس هذا البحث في القرآن لدراسة هذه الأجزاء التّكوينية للنظرية الأخلاقية.
فلنلق الآن نظرة سريعة تضم في رؤية شاملة مجموع النّتائج الّتي انتهت إليها