الطّريقة الّتي يقدم بها القرآن إجاباته على هذه الأسئلة ، وطريقة غيره.
فعلى حين أنّ هذه الحقائق الأساسية قد برزت إلى الوجود في ضوء القرآن اللامع ، منذ أربعة عشر قرنا ، نجد أنّ مجتهدي المفكرين ممن يبحثون عن هذه الحقائق خارج ضوء القرآن يصدرون دائما عن تردد وارتياب ، ولا يصلون إلى أبعاض منها إلا بعد جهد جهيد ، دون أن يتوقّوا الوقوع في أخطاء فادحة.
٣ ـ دراسة مقارنة :
ويجب أن نعترف بأنّ تصورنا للخطة الأولية لهذا العمل كانت في شكل محدود ، بحيث لم نكن نتصور شيئا سوى عرض القانون الأخلاقي المستمد من القرآن ، وربما من تعليم النّبي صلىاللهعليهوسلم ، المبيّن الأوّل ، الثّقة.
غير أنّ الاستاذ لويس ماسينيون [M.Louis Massignon] الاستاذ في الكوليج دي فرانس ، في معهد الدّراسات العليا بباريس ـ قد أبدى لنا رغبة في أن يرى هذه الدّراسة تتناول في نفس الوقت بعض نظريات المدارس الإسلامية المشهورة ، وهو في سبيل هذا الهدف قد مكّننا مما ضمت مكتبته من مؤلفات نادرة ، وثمينة ، مخطوطة ، أو مطبوعة.
كما أنّ الاستاذ رينيه لوسن [M.ReneLe Senne] الاستاذ بكلية الآداب ، بجامعة باريس ؛ قد أقترح علينا أن نقارن النّظرية الأخلاقية المستمدة من القرآن ببعض النّظريات الغربية. وقد استجبنا بحمد الله لما أبديا من مقترحات موفقة ، يبدو عملنا اليوم بفضلهما أرحب مدى ، وأعظم توفيقا.
فعملنا على هذا النّحو نوع من التّأليف ، تلتقي فيه الأفكار الأخلاقية ، من