بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ (٥) يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ (٦) فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (٨) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٩) يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (١٠)
____________________________________
إنسانين لو خطّا كان من المستحيل عادة أن يتساوى خطهما ، وإنما يعرف الاختلاف بالمجاهر والآلات الحديثة :
[٦] إن الإنسان لا يكفر بالمعاد ، لأنه ينكر في قلبه قدرة الله سبحانه على البعث (بَلْ) إنما ينكر لأنه (يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ) أي يعصي (أَمامَهُ) أي في مستقبل عمره ، وحيث إن الاعتراف بالآخرة يمنع عن فجوره ، ينكر حتى يكون الطريق مفتوحا لفجوره ، وإذ خوّف من الآخرة أنكرها ليسكت المنكر له :
[٧] ف (يَسْئَلُ) سؤال منكر (أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ)؟ أي متى يكون ، بمعنى أنه لا يكون ، وإلا فأين هو؟
[٨] ثم يأتي السياق ليبين وقت يوم القيامة (فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ) أي شخص عند معاينة الأهوال ، أو تقلب البرق ، أو خرج منه البرق ، فإن الإنسان لدى الاصطدام يخرج من عينه مثل البرق.
[٩] (وَخَسَفَ الْقَمَرُ) أي ذهب نوره ، فظهر جرما كمدا بلا نور.
[١٠] (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) بأن يختل نظامهما الفلكي فيرى كل واحد منهما بجنب الآخر.
[١١] (يَقُولُ الْإِنْسانُ) المكذب بيوم القيامة (يَوْمَئِذٍ) أي في هذا اليوم (أَيْنَ الْمَفَرُّ) أي إلى أين يمكن الفرار من هذه الأهوال؟ وهذا استفهام للإنكار ، والتحسر ، بأنه لا يمكن الفرار.