(٨٠)
سورة عبس
مكيّة / آياتها (٤٣)
سميت السورة بهذا الاسم لاشتمالها على لفظة «عبس» ، وهي كسائر السور المكية مشتملة على معالجة قضايا العقيدة ، وحيث ختمت سورة «النازعات» بإنذار من يخشى ، افتتحت هذه السورة بإنذار شخص خاص.
«عبس وتولى» وقد نزلت هذه السورة في «عثمان بن عفان» ، حيث كان عند الرسول مع جملة من أصحابه ، فجاء أعمى وجلس قرب عثمان ، فعبس عثمان وجهه وتولى عنه وجمع ثيابه ، وأقبل على بعض الجالسين الآخرين الذين كان لهم ثراء ، فنزلت الآيات (١).
ومن غريب الأمر أن بعض بني أمية المبغضين للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم نسب هذا الأمر إلى الرسول لتبرئة ساحة قريبهم «عثمان» وقال : إن الرسول هو الذي عبس وتولى ، مخالفا بذلك نص القرآن العظيم (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (٢) و (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٣) وغيرها.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٧ ص ٨٥.
(٢) القلم : ٥.
(٣) التوبة : ١٨.