كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (٧) إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلَّى (١٠)
____________________________________
العدم إلى أن أبلغه إلى غاية الكمال الجسدي ، وقد كان جاهلا ضالا فأبلغه رتبة العلم والهدى؟ (كَلَّا) لا يشكر الإنسان ، ف (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى) يتجاوز حدوده ويتكبر على ربه.
[٨] ل (أَنْ رَآهُ) أي حين رأى نفسه (اسْتَغْنى) في جسمه وماله ويظن أنه غني بعد ذلك فلا يحتاج إلى ربه.
[٩] (إِنَّ إِلى رَبِّكَ) يا رسول الله (الرُّجْعى) مصدر «رجع» ، أي رجوع الخلق ، ويرجع إليه تعالى ـ أي إلى جزائه وحسابه ـ فيمن يرجع هذا الطاغي الذي طغى على الله سبحانه.
[١٠] (أَرَأَيْتَ) يا رسول الله (الَّذِي) طغى على الله ، حتى أنه (يَنْهى).
[١١] (عَبْداً إِذا صَلَّى) فإنه لم يكتف بطغيانه على الله في تركه الصّلاة ـ بنفسه ـ حتى أصبح ينهى سائر العباد إذا قاموا للصلاة؟ أرأيت هذا الإنسان يا رسول الله؟ وهذا استفهام لتوبيخ ذلك الشخص الناهي وتهديده.
قال القمي : كان الوليد بن المغيرة ينهى الناس عن الصّلاة وأن يطاع الله ورسوله ، فنزلت هذه الآية (١). وفي رواية أخرى أن أبا جهل قال : هل يغير محمد وجهه بين أظهركم؟ قالوا : نعم. قال : فبالذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته ، فقيل : ها هو ذلك يصلي ، فانطلق ليطأ على رقبة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فما جاءهم إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه ، فقالوا : ما لك يا أبا الحكم؟ قال :
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ص ٤٣٠.