أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى (١٤) كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥)
____________________________________
رأيت بيني وبينه خندقا من نار وهولا وأجنحة ، وقال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : والذي نفسي بيده لو دنى مني لا لاختطفته الملائكة عضوا عضوا (١) ، فأنزل سبحانه «أرأيت ...» وكأن التقدير أرأيت المانع عن الصّلاة؟ وهل علمت ماذا يكون جزاؤه؟ لبيان عظمة هذا العمل من حيث الإثم.
[١٢] (أَرَأَيْتَ) يا رسول الله (إِنْ كانَ) العبد الذي صلى ـ وهو الرسول ـ (عَلَى الْهُدى) وكانت صلاته حسب أمر الله سبحانه؟
[١٣] (أَوْ أَمَرَ) ذلك العبد (بِالتَّقْوى) والمخافة من الله سبحانه باجتناب نواهيه؟ ماذا كان مصير ذلك له؟ أليس مصيره إلى العذاب والنكال؟
[١٤] (أَرَأَيْتَ) يا رسول الله (إِنْ كَذَّبَ) ذلك الناهي ـ وهو أبو جهل أو الوليد ـ بآيات الله ورسوله (وَتَوَلَّى) أي أعرض عن الحق ، ما هي عاقبته؟
[١٥] (أَلَمْ يَعْلَمْ) ذلك الناهي (بِأَنَّ اللهَ يَرى) عمله ونهيه عن الصّلاة وكذبه وتوليه؟ ولم يعلم جزاء هذه السيئات؟ فإنه كيف ينهى ويكفر ويعصي ، وجزاء من يفعل ذلك النار والنكال؟
[١٦] (كَلَّا) ليس الأمر على ما توهم من أنه لا جزاء على أعماله السيئة (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ) هذا الناهي عن أعماله وسيئاته (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ) أي لنجرنّه بناصيته إلى النار ، من «سفع» بمعنى جذب الشيء جذبا شديدا ، «والناصية» هي شعر مقدم الرأس ، فإنه أسهل للأخذ وأوجب لانقياد المأخوذ.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩ ص ١٧٠.