الحرب اوزارها. ثمّ قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «يجاهد معهم عصابة جاهدت مع رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم بدر ، لم تقتل ولم تمت» يريد أنّ الله عزوجل يؤيّد أصحاب القائم عليهالسلام هؤلاء الثلاثمائة والنّيف الخلّص بملائكة بدر وهم أعدادهم ، جعلنا الله ممّن يؤهّله لنصرة دينه مع وليّه عليهالسلام ، وفعل بنا في ذلك ما هو أهله (١).
الآية السادسة قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئاً أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ)(٢).
خزي الكفّار على يد المهديّ عليهالسلام
١٥٧ ـ روى الشيخ الطوسيّ رحمهالله ، عن السدّيّ في قوله تعالى : (لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ) قال : خزيهم في الدنيا أنّه إذا قام المهديّ وفتحت قسطنطينية ، قتلهم (٣).
الآية السابعة قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ)(٤).
١٥٨ ـ روى النعمانيّ رحمهالله بإسناده عن سليمان بن هارون العجليّ ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : إنّ صاحب هذا الامر محفوظ له اصحابه ، ولو ذهب الناس جميعا ، أتى الله باصحابه ، وهم الّذين قال عزوجل : (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ)(٥) وهم الّذين قال الله عزوجل : (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى
__________________
(١) بحار الأنوار ٥٢ / ١٣٧.
(٢) المائدة : ٤١.
(٣) تفسير التبيان للطوسيّ ١ / ٤٢٠.
(٤) المائدة : ٥٤.
(٥) الأنعام : ٨٩.