لأنّ صاحب الكحل يعلم متى يقع في العين ، ولا يعلم متى يذهب ، فيصبح أحدكم وهو يرى أنّه على شريعة من أمرنا ، فيمسي وقد خرج منها ، ويمسي وهو على شريعة من أمرنا ، فيصبح وقد خرج منها (١).
٢٥٠ ـ محمّد الحميريّ بإسناده عن الربيع بن محمّد المسلّي ، قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : والله لتكسرنّ كسر الزجاج وإنّ الزجاج يعاد فيعود كما كان ، والله لتكسرنّ كسر الفخّار ، وإنّ الفخّار لا يعود كما كان ، والله لتمحصنّ ، والله لتغربلنّ كما يغربل الزؤان من القمح (٢).
٢٥١ ـ عن محمّد بن الفضيل ، عن أبيه ، عن منصور ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : يا منصور إنّ هذا الأمر لا يأتيكم إلّا بعد إياس ، لا والله حتّى تميّزوا ، لا والله حتّى تمحّصوا ، لا والله حتّى يشقى من يشقى ، ويسعد من يسعد (٣).
٢٥٢ ـ عن عبد الرحمن بن سيابة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم ، يبرأ بعضكم من بعض ، فعند ذلك تميّزون وتمحّصون وتغربلون ، وعند ذلك اختلاف السنين وأمارة من أوّل النهار ، وقتل وقطع في آخر النهار (٤).
٢٥٣ ـ عن محمّد بن منصور ، عن أبيه قال : كنّا عند أبي عبد الله جماعة نتحدّث ، فالتفت إلينا فقال : في أيّ شيء أنتم؟ أيهات أيهات ، لا والله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم حتّى تغربلوا ، لا والله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم حتّى تميّزوا ، والله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم إلّا بعد إياس ، لا والله لا يكون ما تمدّون إليه أعينكم حتّى يشقى من شقي ، ويسعد من سعد.
وروي عن محمّد بن منصور الصيقل عن أبيه ، عن الباقر عليهالسلام مثله (٥).
٢٥٤ ـ وعن ابن شاذان ، عن البزنطيّ ، قال : قال أبو الحسن عليهالسلام : أما والله لا يكون الّذي تمدّون إليه أعينكم حتّى تميّزوا وتمحّصوا ، وحتّى لا يبقى منكم إلا الأندر ثمّ تلا : (أَمْ
__________________
(١) الغيبة للطوسيّ ٢٢١ ؛ الغيبة للنعمانيّ ١١٠.
(٢) بحار الأنوار ٥٢ / ١٠١.
(٣) نفس المصدر ٥٢ / ١١١.
(٤) نفس المصدر ٥٢ / ١١٢.
(٥) الغيبة للطوسيّ ٢١٨ ؛ الغيبة للنعمانيّ ١١١.