قال : (مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) فكسروا الباب ودخلوا البيت ، فضرب جبرئيل بجناحه على وجوههم فطمسها ، وهو قول الله عزوجل : (وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ)(١).
الآية الخامسة قول الله عزوجل : (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(٢).
المهديّ عليهالسلام بقيّة الله في الأرض
٣٤٦ ـ روى الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه ، بإسناده عن محمّد بن مسلم الثقفيّ ، قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهالسلام يقول : القائم منا منصور بالرعب ، مؤيّد بالنصر ، تطوى له الأرض ، وتظهر له الكنوز ، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر الله عزوجل به دينه على الدّين كلّه ولو كره المشركون ، فلا يبقى في الأرض خراب إلّا قد عمر ، وينزل روح الله عيسى ابن مريم عليهالسلام فيصلّي خلفه ، قال : قلت : يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم؟
قال : إذا تشبّه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، وركب ذوات الفروج السروج ، وقبلت شهادات الزور ، وردّت شهادات العدول ، واستخفّ الناس بالدماء وارتكاب الزنا وأكل الربا ، واتّقي الأشرار مخافة ألسنتهم ، وخروج السفيانيّ من الشام ، واليمانيّ من اليمن ، وخسف بالبيداء ، وقتل غلام من آل محمّد صلىاللهعليهوآله بين الركن والمقام ، اسمه محمّد ابن الحسن النفس الزكيّة ، وجاءت صيحة من السماء بأنّ الحقّ فيه وفي شيعته ، فعند ذلك خروج قائمنا.
فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة ، واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، وأوّل ما ينطق به هذه الآية : (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ثمّ يقول : أنا بقيّة الله في أرضه ، وخليفته وحجّته عليكم ، فلا يسلّم عليه مسلّم إلّا قال : السلام عليك يا بقيّة الله في أرضه.
فإذا اجتمع إليه العقد ، وهو عشرة آلاف رجل ، خرج ، فلا يبقى في الأرض معبود دون الله عزوجل من صنم ووثن وغيره إلّا وقعت فيه نار فاحترق ، وذلك بعد غيبة طويلة ،
__________________
(١) تفسير القمّيّ ١ / ٣٣٦.
(٢) هود : ٨٦.