٣٨٦ ـ روى ثقة الإسلام الكلينيّ بإسناده عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أقرب ما يكون العبد من الله جلّ ذكره وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجّة الله جلّ وعزّ ولم يظهر لهم ولم يعلموا مكانه ، وهم في ذلك يعلمون أنّه لم تبطل حجّة الله جلّ ذكره ولا ميثاقه ، فعندها فتوقّعوا الفرج صباحا ومساء ، فإنّ أشدّ ما يكون غضب الله على أعدائه إذا افتقدوا حجّته ولم يظهر لكم ، وقد علم أنّ أولياءه لا يرتابون ، ولو علم أنّهم يرتابون ما غيّب حجّته عنهم طرفة عين ، ولا يكون ذلك إلّا على رأس شرار الناس (١).
الآية الثالثة قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ)(٢).
المهديّ عليهالسلام من نعم الله تعالى
٣٨٧ ـ روى ابن شهرآشوب عن الصادق والباقر عليهماالسلام في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) : نعمة الله : رسوله إذ يخبر أمّته بمن يرشدهم من الأئمّة ، فأحلّوهم دار البوار ، ذلك معنى قول النبيّ صلىاللهعليهوآله لا ترجعنّ بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض (٣).
الآية الرابعة قوله تعالى : (وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ)(٤).
٣٨٨ ـ محمّد بن يعقوب ، بإسناده عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : والله للّذي صنعه الحسن بن عليّ عليهالسلام كان خيرا لهذه الأمّة مما طلعت عليه الشمس ، فو الله لقد نزلت هذه الآية : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ)(٥) إنّما هي طاعة الإمام ، وطلبوا القتال ، فلمّا كتب عليهم القتال مع الحسين عليهالسلام قالوا : ربّنا لم كتبت علينا القتال لو لا أخّرتنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتّبع الرّسل أرادوا تأخير ذلك إلى القائم عليهالسلام (٦).
__________________
(١) الكافي ١ / ٣٣٣ ح ١ ؛ بحار الأنوار ٥٢ / ٩٤ و ٩٥.
(٢) إبراهيم : ٢٨.
(٣) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٤ / ٢٨٤.
(٤) إبراهيم : ٤٤.
(٥) النساء : ٧٧.
(٦) المحجّة ١٠٩.