وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً).
والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، ليعيش إذ ذاك ملوك ناعمين ، ولا يخرج الرجل منهم من الدنيا حتّى يولد لصلبه ألف ذكر ، آمنين من كلّ بدعة وآفة والتنزيل عاملين بكتاب الله وسنة رسوله قد اضمحلّت عنهم الآيات والشبهات (١).
سلمان من أنصار المهديّ عليهالسلام في الكرّة
٤٤٨ ـ روى الطبريّ بإسناده من طريق العامّة عن زاذان ، عن سلمان ، قال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ الله تعالى لم يبعث نبيّا ولا رسولا إلّا جعل له اثنى عشر نقيبا ـ إلى أن ذكر أسماء النقباء الاثني عشر ـ فقال : ثمّ ابنه محمّد بن الحسن المهديّ القائم بأمر الله. ثمّ قال : يا سلمان إنّك مدركه ، ومن كان مثلك ومن تولّاه هذه المعرفة ، فشكرت الله وقلت : وإنّي مؤجّل إلى عهده؟ فقرأ قوله تعالى : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً). قال سلمان : فاشتد بكائي وشوقي ، وقلت : يا رسول الله أبعهد منك؟ فقال : اي والله الّذي أرسلني بالحقّ ، منّي ومن عليّ وفاطمة والحسن والحسين والتسعة ، وكلّ من هو منّا ومعنا ومضام فينا ، اي والله وليحضرنّ إبليس له وجنوده ، وكلّ من محض الإيمان محضا ، ومحض الكفر محضا ، حتّى يؤخذ له بالقصاص والأوتار ولا يظلم ربّك أحدا ، وذلك تأويل هذه الآية : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)(٢). قال : فقمت من بين يديه وما أبالي لقيت الموت أو لقيني (٣).
٤٤٩ ـ روى القمّيّ في قوله تعالى : (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) يعني القائم صلوات الله عليه وأصحابه (٤).
__________________
(١) تفسير العيّاشيّ ٢ / ٢٨٢ ح ٢٢ ؛ بحار الأنوار ٥١ / ٥٧.
(٢) القصص : ٥.
(٣) دلائل الإمامة ٢٣٧ ؛ بحار الأنوار ٢٥ / ٦.
(٤) تفسير القمّيّ ٢ / ١٤.