رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ)(١).
في المهديّ عليهالسلام سنّة من أيّوب عليهالسلام
٥٤٢ ـ روى مسعدة بن صدقة ، قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد عليهالسلام يقول : خطب الناس أمير المؤمنين عليهالسلام بالكوفة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : «أنا سيّد الشيب وفيّ سنّة من أيّوب ، وسيجمع الله لي أهلي كما جمع ليعقوب شمله ، وذلك إذا استدار الفلك ، وقلتم ضلّ أو هلك ، ألا فاستشعروا قبلها بالصبر ، وبوءوا إلى الله بالذنب ، فقد نبذتم قدسكم ، وأطفأتم مصابيحكم ، وقلّدتم هدايتكم من لا يملك لنفسه ولا لكم سمعا ولا بصرا ، ضعف ـ والله ـ الطالب والمطلوب ، هذا ، ولو لم تتواكلوا أمركم ، ولم تتخاذلوا عن نصرة الحقّ بينكم ، ولم تهنوا عن توهين الباطل ، لم يتشجّع عليكم من ليس مثلكم ، ولم يقو من قوي عليكم ، وعلى هضم الطاعة وإذوائها عن أهلها فيكم ، تهتم كما تاهت بنو إسرائيل على عهد موسى ، وبحقّ أقول : ليضعفنّ عليكم التيه من بعدي باضطهادكم ولدي ضعف ما تاهت بنو إسرائيل ، فلو قد استكملتم نهلا ، وامتلأتم عللا عن سلطان الشجرة الملعونة في القرآن ، لقد اجتمعتم على ناعق ضلال ، ولأجبتم الباطل ركضا ، ثمّ لغادرتم داعي الحقّ ، وقطعتم الأدنى من أهل بدر ، ووصلتم الأبعد من أبناء الحرب ، ألا ولو ذاب ما في أيديهم ، لقد دنى التمحيص للجزاء وكشف الغطاء ، وانقضت المدّة ، وأزف الوعد ، وبدا لكم النجم من قبل المشرق ، وأشرق لكم قمركم كملء شهره وكليلة تمّ ، فإذا استبان ذلك فراجعوا التوبة وخالعوا الحوبة ، وأعلموا أنّكم إن أطعتم طالع المشرق ، سلك بكم منهاج رسول الله صلىاللهعليهوآله فتداريتم من الصمم ، واستشفيتم من البكم ، وكفيتم مئونة التعسّف والطلب ، ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق ، فلا يبعد الله إلّا من أبى الرحمة وفارق العصمة ، وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون (٢).
الآية الخامسة قوله عزوجل : (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ)(٣).
__________________
(١) الأنبياء : ٨٤.
(٢) بحار الأنوار ٥١ / ١١١.
(٣) الأنبياء : ٩٥.