لتعلّم أسمائهم عن آدم عليهالسلام ، فالله عزوجل علّم آدم ، وآدم علّم الملائكة ، فكان آدم في حيّز المعلّم وكانوا في حيّز المتعلّمين ، هذا ما نصّ عليه القرآن.
وقول الملائكة : (سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) فيه أصحّ دليل وأبين حجّة لنا أنّه لا يجوز لأحد أن يقول في اسماء الأئمّة وأوصافهم عليهمالسلام إلّا عن تعليم الله جلّ جلاله ، ولو جاز لأحد ذلك ، كان للملائكة أجوز ، ولمّا سبحوا الله ، دلّ تسبيحهم على أنّ الشرع فيه ممّا ينافي التوحيد ، وذلك أنّ التسبيح تنزيه الله عزوجل ، وباب التنزيه لا يوجد في القرآن إلّا عند قول جاحد أو ملحد أو متعرّض لإبطال التوحيد والقدح فيه ، فلم يستنكفوا إذ لم يعلموا أن يقولوا : (لا عِلْمَ لَنا) فمن تكلّف علم ما لا يعلم ، احتجّ الله عليه بملائكته ، وكانوا شهداء الله في الدنيا والآخرة ، وإنّما أهّل الله الملائكة لا علامهم على لسان آدم عند اعترافهم بالعجز ، وأنّهم لا يعلمون ، فقال عزوجل : (يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ)(١).
الآية الرابعة قوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)(٢).
المهديّ عليهالسلام كلمة من كلمات الله عزوجل
١٠ ـ روى الشّيخ الصدوق رحمهالله بإسناده عن المفضل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ) ما هذه الكلمات؟ قال عليهالسلام : هي الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب الله عليه ، وهو أنّه قال : أسألك بحق محمد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليّ ، فتاب الله عليه إنّه هو التواب الرحيم. فقلت له : يا ابن رسول الله ، فما يعني عزوجل بقوله : (فَأَتَمَّهُنَ)؟ قال : يعني فأتمّهنّ إلى القائم اثنى عشر إماما ، تسعة من ولد الحسين عليهالسلام. قال المفضل : فقلت : يا ابن رسول الله ، فأخبرني عن قول الله عزوجل : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ)(٣)؟ قال : يعني بذلك الامامة جعلها الله تعالى في عقب الحسين إلى يوم القيامة. قال :
__________________
(١) كمال الدّين ١ / ١٣ ـ ١٦.
(٢) البقرة : ٣٧.
(٣) الزخرف : ٢٨.