أمّته بعده إلى أن ينزل عيسى ابن مريم من السماء ، فذكر في الكتاب ثلاثة عشر رجلا من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله صلّى الله عليهم ، هم خير من خلق الله ، وأحبّ من خلق الله إلى الله ، وانّ الله وليّ من والاهم ، وعدوّ من عاداهم ، من أطاعهم اهتدى. ومن عصاهم ضلّ ، طاعتهم لله طاعة ، ومعصيتهم لله معصية ، مكتوبة فيه أسماؤهم وأنسابهم ونعتهم ، وكم يعيش كل رجل منهم ، واحدا بعد واحد ، وكم رجل منهم يستتر بدينه ويكتمه من قومه ، ومن يظهر حتّى ينزل الله عيسى صلى الله عليه على آخرهم ، فيصلّي عيسى خلفه ويقول : إنّكم أئمّة لا ينبغي لأحد أن يتقدّمكم ، فيتقدّم فيصلّي بالناس وعيسى خلفه إلى الصفّ الأوّل ، أوّلهم وافضلهم وخيرهم ، له مثل أجورهم وأجور من أطاعهم واهتدى بهداهم.
وفي النسخة الأولى : وتسعة من ولد أصغرهما وهو الحسين واحدا بعد واحد ، آخرهم الّذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه ، فيه تسمية كلّ من يملك منهم ، ومن يستتر بدينه ومن يظهر ، فأوّل من يظهر منهم يملأ جميع بلاد الله قسطا وعدلا ، ويملك ما بين المشرق والمغرب حتّى يظهره الله على الأديان كلّها (١).
٧٧ ـ روى الشيخ الصدوق رحمهالله بإسناده عن أبي سعيد عقيصا ، قال : لمّا صالح الحسن بن عليّ عليهماالسلام معاوية بن أبي سفيان ، دخل عليه الناس ، فلامه بعضهم على بيعته ، فقال عليهالسلام : ويحكم ما تدرون ما عملت ، والله الّذي عملت خير لشيعتي ممّا طلعت عليه الشمس أو غربت ، ألا تعلمون أنّني إمامكم مفترض الطاعة عليكم ، وأحد سيديّ شباب أهل الجنة بنصّ من رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّ؟ قالوا : بلى.
قال : أما علمتم أنّ الخضر عليهالسلام لمّا خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام ، كان ذلك سخطا لموسى بن عمران إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك ، وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمة وصوابا؟ أما علمتم إنّه ما منّا أحد إلّا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلّا القائم الّذي يصلّي روح الله عيسى ابن مريم خلفه؟ فإنّ الله عزوجل يخفي ولادته ، ويغيّب شخصه لئلّا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين
__________________
(١) سليم بن قيس ١٥٢ ـ ١٥٤ ؛ الغيبة للنعمانيّ ٧٤ ب ٤ ح ٩.