أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) ولا يقبل صاحب هذا الأمر الجزية كما قبلها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهو قول الله : (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ). الحديث (١).
٨٦ ـ روى عليّ بن عقبة ، عن أبيه قال : (مرسلا) : إذا قام القائم عليهالسلام حكم بالعدل ، وارتفع في أيّامه الجور ، وأمنت به السبل ، وأخرجت الأرض بركاتها ، وردّ كلّ حقّ إلى أهله ، ولم يبق أهل دين حتّى يظهروا الإسلام ويعترفوا بالايمان.
أما سمعت الله سبحانه يقول : (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) ، وحكم بين الناس بحكم داود ، وحكم محمّد صلىاللهعليهوآله ، فحينئذ تظهر الأرض كنوزها ، وتبدي بركاتها ، ولا يجد الرجل منكم يومئذ موضعا لصدقته ولبرّه ، لشمول الغنى جميع المؤمنين.
ثمّ قال : إنّ دولتنا آخر الدول ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلّا ملكوا قبلنا ، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا : إذا ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء ، وهو قول الله تعالى : (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)(٢).
الآية الثامنة قوله تعالى : (فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً)(٣)
ولاية المهديّ عليهالسلام هي الحرم الآمن
٨٧ ـ روى الصدوق رحمهالله بإسناده عن أبي زهير بن شبيب بن أنس ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث عن محاجته عليهالسلام أبا حنيفة ، جاء فيه : فقال أبو بكر الحضرميّ : جعلت فداك الجواب في المسألتين الأوّلتين؟ فقال عليهالسلام : يا أبا بكر : سيروا فيها ليالي وأياما آمنين ، فقال : مع قائمنا أهل البيت ، وأما قوله : (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقد اصحابه كان آمنا. (الحديث) (٤).
الآية التاسعة قوله تعالى : (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ
__________________
(١) تفسير العيّاشيّ ٢ / ٥٦ ـ ٦٠ ح ٤٩.
(٢) الإرشاد ٣٦٤ ؛ روضة الواعظين ٢ / ٢٦٥.
(٣) آل عمران : ٩٧.
(٤) علل الشرائع ٨٩ ب ٨١ ؛ بحار الأنوار ٢ / ٢٩٢.