الكريمة تبشّر بغلبة هذا الدين الحنيف وظهوره التامّ على سواه من الأديان ، وبأنّ الله عزّ اسمه سيحفظ هذا الدين برغم كيد الكائدين ؛ وأن يعثر أيضا على مجموعة كبيرة من الآيات المفسّرة بالمهديّ ، وتذكر خروجه ونزول عيسى عليهالسلام ، كما تذكر أشراط الظهور.
السّنّة والاعتقاد بالمهديّ المنتظر عليهالسلام
أمّا السنّة الشريفة ، فقد وردت فيها أحاديث كثيرة متواترة قطعيّة الصدور في البشارة بظهور المهديّ المنتظر ، وفي تعيين اسمه وسماته وسيرته ، وفي علامات ظهوره. يدعم هذا الحشد الضخم من الروايات المتسالم عليها بين الفريقين حشد آخر في أنّ من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة ، وروايات في أنّ الارض لا تخلو من حجّة ؛ وأنّ الدين لا يزال قائما حتّى تقوم الساعة أو يكون اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش.
بيد أنّ مصداق المهديّ المنتظر بقي لدى البعض يكتنفه شيء من الغموض ، أمّا البعض الآخر ـ ومنهم الشيعة الإماميّة ـ فقد كان لديهم ذلك المصداق واضحا جليّا لا يساورهم فيه أدنى ريب ، وتناقلوا أحاديث تبيّن المقصود بالخلفاء الاثني عشر من قريش ، وتذكر نصّ رسول الله صلىاللهعليهوآله عليهم بأسمائهم ، الواحد تلو الآخر ، أوّلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وآخرهم المهديّ : محمّد بن الحسن العسكريّ عليهماالسلام.
ونقل الشيعة أحاديث كثيرة متواترة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وعن أئمّتهم الهدى عليهمالسلام في النصّ على المهديّ عليهالسلام ، ونقلت تفاصيل ولادته وأسماء من شاهده ، وذكرت نوّابه الخاصّين والتواقيع الّتي كانت ترد منه عليهالسلام إلى النّاس ، وتضمّنت علامات ظهوره وسيرته.
شبهات حول المهديّ عليهالسلام
ومن الطبيعيّ أن تتعرّض مسألة المهديّ المنتظر ـ لأهمّيتها وحيويّتها ـ لتشكيك الأعداء والمعاندين ، شأنها في ذلك شأن عقائد المسلمين الأخرى ؛ فقد سعى أعداء الأمّة الإسلاميّة الّذين شكّكوا في قرآنها الكريم ، وطعنوا في نبيّها المرسل صلىاللهعليهوآله ، والّذين هزءوا دوما بإيمان المسلمين بالغيب ، واستبعدوا حقيقة ظهور المعجزات على يدي النّبيّ الكريم ؛ سعوا إلى التشكيك في مسألة المهديّ ، وعدّوا انتظاره ممّا لا طائل بعده ، وتجاوزوا ذلك إلى اعتبار أمره من الأساطير! مع أنّ علماءهم قد اعترفوا قبل ذلك ـ على مضض ـ بسموّ الحضارة الإسلاميّة بين حضارات العالم ، وبكونها الحضارة الوحيدة المرشّحة لاحتلال دور رياديّ في عالمنا المعاصر ، وأقرّ أحدهم بأنّ الفكر الإسلاميّ الشيعيّ حيّ تبعا للإيمان بفكرة الإمام الحيّ ، يعني