وأنّ ما أتى به من كتاب أو أمر أو نهي فذلك من الله عزوجل.
وبعده معرفة الإمام الّذي يأتمّ بنعته وصفته واسمه في حال العسر واليسر ، وأدنى معرفة الإمام أنّه عدل النبيّ ـ إلّا درجة النبوّة ـ ووارثه ، وأنّ طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله ، والتسليم له في كلّ أمر ، والرّد إليه ، والأخذ بقوله ، ويعلم أنّ الإمام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّ بن أبي طالب ، وبعده الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ عليّ بن الحسين ، ثمّ محمّد بن عليّ ، ثمّ أنا ، ثمّ بعدي موسى ابني ، وبعده عليّ ابنه ، وبعد عليّ محمّد ابنه ، وبعد محمّد عليّ ابنه ، وبعد عليّ الحسن ابنه ، والحجّة من ولد الحسن. ثمّ قال : يا معاوية جعلت لك أصلا في هذا ، فاعمل عليه ... الحديث (١).
الآية الثامنة عشرة قوله تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً).
١٢٣ ـ روى عليّ بن إبراهيم في تفسيره المنسوب للصادق عليهالسلام قال : قال : النبيّين : رسول الله ، والصدّيقين : عليّ عليهالسلام ، والشهداء : الحسن والحسين عليهماالسلام ، والصالحين : الأئمّة وحسن اولئك رفيقا : القائم من آل محمّد عليهم الصلاة والسلام (٢).
١٢٤ ـ روى الحافظ الحاكم الحسكانيّ أيضا ، قال أخبرنا أبو العباس الفرغانيّ بإسناده عن سعد بن حذيفة ، عن أبيه حذيفة بن اليمان قال : دخلت على النبيّ صلىاللهعليهوآله ذات يوم وقد نزلت عليه هذه الآية : (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) فأقرأنيها صلىاللهعليهوآله فقلت : يا نبيّ الله فداك أبي وأمي ، من هؤلاء إنّي أجد الله بهم حفيّا ، قال : يا حذيفة أنا من النبيّين الّذين أنعم الله عليهم ، أنا أوّلهم في النبوّة ، وآخرهم في البعث ، ومن الصدّيقين عليّ بن أبي طالب ، ولمّا بعثني الله عزوجل برسالته ، كان أوّل من صدّق بي ، ثمّ من الشهداء حمزة وجعفر ، ومن الصالحين الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة ، وحسن أولئك رفيقا : المهديّ في زمانه (٣).
١٢٥ ـ روى الحافظ الحاكم الحسكانيّ أيضا قال : أخبرنا أبو سعد محمّد بن عليّ
__________________
(١) كفاية الأثر ٣٥ ؛ بحار الأنوار ٣٦ / ٤٠٦ ـ ٤٠٨.
(٢) تفسير القمّيّ ١ / ١٤٢.
(٣) شواهد التنزيل ١ / ١٩٨ ح ٢٠٩.