ذكر صفة إبراهيم عليهالسلام
قال الإمام أحمد : حدثنا يونس وحجين قالا : حدثنا الليث ، عن أبي الزبير ، عن جابر. ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : عرض على الأنبياء ، فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة ، ورأيت عيسى بن مريم فإذا أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود ، ورأيت إبراهيم فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية» (١).
تفرد به الإمام أحمد من هذا الوجه وبهذا اللفظ.
وقال أحمد : حدثنا أسود بن عامر ، حدثنا إسرائيل ، عن عثمان ـ يعني بن المغيرة ـ عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «رأيت عيسى ابن مريم وموسى وإبراهيم ؛ فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر ، وأما موسى فآدم جسيم». قالوا له :
فإبراهيم؟ قال : «انظروا إلى صاحبكم» يعني نفسه.
وقال البخاري : حدثنا بيان بن عمرو ، حدثنا النضر ، أخبرنا ابن عون ، عن مجاهد ، أنه سمع ابن عباس ، وذكروا له الدجال وأنه مكتوب بين عينيه كافر أو «ك ف ر» ، فقال : لم أسمعه ، ولكنه قال : قال صلىاللهعليهوسلم : «أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم ، وأما موسى فجعد آدم على جمل أحمر مخطوط بخلبة كأني أنظر إليه انحدر في الوادي» (٢).
__________________
(١) حديث ضعيف.
رواه أحمد من طريق أبي الزبير عن جابر (٣ / ٣٢٤ / حلبي). ورواه مسلم في صحيحه (١ / ٧٤ / ٢٧١) من نفس طريق أحمد. وآخره ما نصه «ورأيت إبراهيم صلوات الله عليه فإذا أقرب من رأيت به شبها صاحبكم (يعنى نفسه) ورأيت جبريل عليهالسلام فإذا أقرب ما رأيت به شبها دحية» أ. ه.
وهذه الرواية وكما هو ظاهر جاءت من طريق أبي الزبير عن جابر. قال الذهبي في الضعفاء (٢ / ٦٣٢ ، ٦٣٣ / ٥٩٨٠) «وأما ابن حزم فإنه يرد من حديثه ما يقول فيه «عن جابر» أه.
قلت : وفي رواية أبي الزبير عن جابر تدليس مفصل خاصا وأنها رويت بالضعفة. وقال عليه ابن حجر في «طبقات المدلسين صفحة ٣٢» ما نصه «محمد بن مسلم بن تدرس المكي أبو الزبير من التابعين مشهور بالتدليس وقد وصفه النسائي وغيره بالتدليس».
ولذلك أقول أن كل الروايات الواردة في صحيح مسلم من طريق أبي الزبير عن جابر «مضعفه» فيها نظر.
(٢) الحديث رواه البخاري في صحيحه (٢ / ١٠٧ / الأميرية).