ذكر الحديث الملقب بحديث الفتون
المتضمن قصة موسى مبسوطة من أولها إلى آخرها
قال الإمام أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب التفسير من سننه ، عند قوله تعالى :
(وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً.)
[٢٠ / طه : ٤٠]
حديث الفتون (١) :
حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا يزيد بن هارون : حدثنا أصبغ بن زيد ، حدثنا القاسم بن أبي أيوب ، أخبرني سعيد بن جبير قال : سألت عبد الله بن عباس عن قول الله تعالى لموسى :
(وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً) فسألته عن الفتون ما هي؟ فقال أستأنف النهار يا بن جبير ؛ فإن لها حديثا طويلا.
فلما أصبحت غدوت إلى ابن عباس لأتنجز منه ما وعدني من حديث الفتون ، فقال :
تذاكر فرعون جلساؤه ما كان الله وعد إبراهيم عليهالسلام أن يجعل في ذريته أبناء وملوكا فقال بعضهم : إن بني إسرائيل ينتظرون ذلك ما يشكون منه ، وكانوا يظنون أنه يوسف بن يعقوب ، فلما هلك قالوا ليس هكذا كان وعد إبراهيم عليهالسلام ، فقال فرعون : فكيف ترون؟
فأتمروا وأجمعوا أمرهم على أن يبعث رجالا معهم الشفار ، يطوفون في بني إسرائيل ، فلا يجدون مولودا ذكرا إلا ذبحوه ففعلوا ذلك.
فلما رأو أن الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجالهم ، والصغار يذبحون قالوا ليوشكن أن تفنوا بني إسرائيل فتصيروا إلى أن تباشروا من الأعمال والخدمة التي كانوا يكفونكم ؛ فاقتلوا عاما كل مولود ذكر واتركوا بناتهم (٢) ودعوا عاما فلا تقتلوا (٣) منهم أحدا ، فيشب الصغار مكان من يموت
__________________
(١) والحديث رواه ابن كثير في تفسيره (٣ / / ١٤٨ ـ ١٥٣ / حلبي) وقال : «وهكذا رواه النسائي في السنن الكبرى وأخرجه أبو جعفر بن جرير وابن أبي حاتم في تفسيرهما كلهم من حديث يزيد بن هارون به وهو موقوف من كلام ابن عباس وليس فيه مرفوع إلا قليل منه وكأنه تلقاه ابن عباس رضي الله عنهما مما أبيح نقله من الإسرائيليات عن كعب الأحبار أو غيره والله أعلم وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول ذلك أيضا. أه.
(٢) و : فيقل بناتهم.
(٣) و : فلا يقتل.