وأما إلياس عليهالسلام
قال الله تعالى بعد قصة موسى وهارون من سورة الصافات : (وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ* أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ* اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ* فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ* إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ* وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ* سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ* إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ.)
[٣٧ / الصافات : ١٢٣ ـ ١٣٢]
قال علماء النسب هو : إلياس النشبي ، ويقال : ابن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون. وقيل : إلياس بن العازر بن العيزار بن هارون بن عمران.
وقالوا وكان ارساله إلى أهل بعلبك غربي دمشق ، فدعاهم إلى الله عزوجل وأن يتركوا عبادة صنم لهم كانوا يسمونه «بعلا». وقيل كانت أمرأة اسمها «بعل» والله أعلم.
والأول أصح ولهذا قال لهم (أَلا تَتَّقُونَ* أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ* اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ)
[٣٧ / الصافات : ١٢٤ ـ ١٢٦]
فكذبوه وخالفوه وأرادوا قتله. فيقال إنه هرب منهم واختفى عنهم ، قال أبو يعقوب الأذرعي ، عن يزيد بن عبد الصمد ، عن هشام بن عمار قال : وسمعت من يذكر عن كعب الأحبار أنه قال : إن إلياس اختفى من ملك قومه في الغار الذي تحت الدم عشر سنين ، حتى أهلك الله الملك وولى غيره ، فأتاه إلياس فعرض عليه الإسلام ، وأسلم من قومه خلق عظيم غير عشرة آلاف منهم. فأمر بهم فقتلوا عن آخرهم.
وقال ابن أبي الدنيا : حدثني أبو محمد القاسم بن هاشم ، حدثنا عمر بن سعيد الدمشقي ، حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن بعض مشيخة دمشق قال : أقام إلياس عليهالسلام هاربا من قومه في كهف جبل عشرين ليلة ـ أو قال أربعين ليلة ـ تأتيه الغربان برزقه.
وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي : أنبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، عن أبيه قال : أول نبي بعث إدريس ، ثم نوح ثم إبراهيم ، ثم إسماعيل وإسحاق ، ثم يعقوب ثم يوسف