ابن عساكر عن سعيد بن عبد العزيز أن قتله جالوت كان عند قصر أم حكيم وأن النهر الذي كان هو المذكور في الآية فالله أعلم.
* * *
وقال تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) وقال تعالى : (وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فاعِلِينَ* وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ).
أعانه الله على عمل الدروع من الحديد ليحصن المقاتلة من الأعداء وأرشده إلى صنعتها وكيفيتها فقال : وقدر في السرد» أي لا تدق المسمار فيفلق ولا تغلظه فيفصم. قاله مجاهد وقتادة والحكم وعكرمة.
قال الحسن البصري وقتادة والأعمش : كان الله قد ألان له الحديد حتى كان يفتله بيده لا يحتاج إلى نار ولا مطرقة. قال قتادة : فكان أول من عمل الدروع من زرد وإنما كانت قبل ذلك من صفائح. قال ابن شوذب : كان يعمل كل يوم درعا يبيعها بستة آلاف درهم.
وقد ثبت في الحديث أن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وأن نبي الله داود كان يأكل من كسب يده.
وقال تعالى : (وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ* إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ* وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ* وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ).
قال ابن عباس ومجاهد : الأيد القوة في الطاعة. يعني ذا قوة في العبادة والعمل الصالح. قال قتادة : أعطي قوة في العبادة وفقها في الإسلام قال : وقد ذكر لنا أنه كان يقوم الليل ويصوم نصف الدهر.
وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه وكان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى» (١).
وقوله : (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ* وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ)
[٣٨ / ص : ١٨ ـ ١٩]
__________________
(١) الحديث رواه البخاري (٣٠ / ٥٤ ، ٥٦ ، ٥٨ ، ٥٩) ، (٦٠ / ٣٧ ، ٣٨) ، (٦٦ / ٣٤) ، (٧٩ / ٣٨). ورواه مسلم (١٣ / ١٨١ ، ١٨٢ ، ١٨٦ ، ١٨٧ ، ١٨٩ ـ ١٩٣ ، ١٩٦). وأبو داود (١٤ / ٥٤ ، ٦٧). والنسائي (٢٢ / ٦٩ ، ٧٦ / ٨٠). وابن ماجة (٧ / ٣١). والدارمي في سننه (٤ / ٤٢). وأحمد في مسنده (١ / ٣١٤) ، (٢ / ١٦٠ ، ١٦٤ ، ١٨٧ ، ١٩٠ ، ١٩٤ ، ١٩٥) ، (٥ / ٢٩٦ / ٣٧). ورواه ابن عساكر في تاريخه (٥ / ١٩٢ / ١٩٣ ـ تهذيب).